لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء
أبو الهيثم محمد درويش
{لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [ الزمر 4]
- التصنيفات: التفسير -
{لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} :
كون الولد لا يأتي إلا بتزواج هذا يخص المخلوق أما الخالق سبحانه فهو مالك كل الخلق لا يحتاج إلى كل هذا لو أراد أن يتخذ ولداً , فما بالنا باختراع قصة تزاوج بين الكبير المتعال و بين مخلوقة من مخلوقاته , ثم ادعاء توحده مع ابنه و قبوله الإهانة في الأرض ليرفع بها أخطاء المخلوقين و ليس ذلك فحسب بل يقهره بعض خلقه و يقتلوه في زعم من اعتقد هذا ؟؟؟!!!! أين قوته و قهره و قدرته من جهة و من جهة أخرى أين رحمته و عفوه و صفحه عن عباده و مغفرته للذنوب حتى يضطر مالك الملك بزعمهم أن ينزل و يتمثل مخلوقاً حتى يمحو خطايا البشر و هو خالقهم و هو وحده من يملك العفو و الصفح عنهم .
أي خلل في العقل و الفطرة و التصور هذا و أي جهل بجلال الله و كماله و قوته و قهره و بطشه و اي جهل بسعة رحمته و عفوه ؟؟!!
قال تعالى:
{ {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} } [ الزمر 4]
أي: { { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا } } كما زعم ذلك من زعمه، من سفهاء الخلق. { {لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ } } أي: لاصطفى بعض مخلوقاته التي يشاء اصطفاءه، واختصه لنفسه، وجعله بمنزلة الولد، ولم يكن حاجة إلى اتخاذ الصاحبة.
{ {سُبْحَانَهُ} } عما ظنه به الكافرون، أو نسبه إليه الملحدون.
{ {هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} } أي: الواحد في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وفي أفعاله، فلا شبيه له في شيء من ذلك، ولا مماثل، فلو كان له ولد، لاقتضى أن يكون شبيها له في وحدته، لأنه بعضه، وجزء منه.
القهار لجميع العالم العلوي والسفلي، فلو كان له ولد لم يكن مقهورا، ولكان له إدلال على أبيه ومناسبة منه.
ووحدته تعالى وقهره متلازمان، فالواحد لا يكون إلا قهارا، والقهار لا يكون إلا واحدا، وذلك ينفي الشركة له من كل وجه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن