فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها

أبو الهيثم محمد درويش

{إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} [ الزمر 41]

  • التصنيفات: التفسير -

{فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} :

أنزل الله تعالى كتابه نوراً و هداية للعالمين , يخرجهم به من ظلمات الجهل و الجاهلية إلى نور التوحيد و استقامة السلوك و العقائد , فمن التمس هذا النور و انشرح صدره بتلقيه و أذعن لأوامره و انتهى عن نواهيه فقد نال السعادة الحقيقية و طمأنينة القلب و صلاح الدارين , و من نأى بنفسه عن كلمات الله و ابتعد وأعرض فإنما يعود بالضرر و التلف على نفسه الخبيثة التي أبت إلا الإعراض و النكران لفضل الله و نعمه و عطاياه, و ما الرسول صلى الله عليه و سلم و أتباعه بإحسان بضامنين  أو محصين لأعمال الله و محاسبيهم فإنما هم مبلغين عن رب العالمين و الله وحده هو الوكيل و هو الذي يملك الحساب و الجزاء و العقاب.

قال تعالى:

{إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} [ الزمر 41]

قال السعدي في تفسيره:

يخبر تعالى أنه أنزل على رسوله الكتاب المشتمل على الحق، في أخباره وأوامره ونواهيه، الذي هو مادة الهداية، وبلاغ لمن أراد الوصول إلى اللّه وإلى دار كرامته، وأنه قامت به الحجة على العالمين.

{ {فَمَنِ اهْتَدَى} } بنوره واتبع أوامره فإن نفع ذلك يعود إلى نفسه { {وَمَنْ ضَلَّ } } بعدما تبين له الهدى { { فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} } لا يضر اللّه شيئا. { {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} } تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها، وتجبرهم على ما تشاء، وإنما أنت مبلغ تؤدي إليهم ما أمرت به.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن