أم اتخذوا من دون الله شفعاء
أبو الهيثم محمد درويش
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [الزمر 43 – 44]
- التصنيفات: التفسير -
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ} :
الإخلاص طوق نجاة وسط أمواج الدنيا واختبارات الحياة, و تعلق القلب بالله توحيداً و إخلاصاً هو سبيل الجنة و طريق أهلها , أما من جعلوا غير الله مساوين له أو أكبر منه في قلوبهم فتمسحوا بغيره و طلبوا الشفاعة من وسائط اتخذوها لتقربهم إلى ربهم و جعلوا له شركاء في قلوبهم فهؤلاء إن لم يتوبوا فهم أهل النار و حطبها.
فالله وحده من يملك خزائن السماوات و الأرض هو الخالق المدبر وحده لا شريك له سبحانه في حكمه و ملكه و تدبيره و عبادته وطاعته.
قال تعالى:
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [الزمر 43 – 44]
قال السعدي في تفسيره:
ينكر تعالى، على من اتخذ من دونه شفعاء يتعلق بهم ويسألهم ويعبدهم. { {قُلْ} } لهم - مبينا جهلهم، وأنها لا تستحق شيئا من العبادة-: { {أَوَلَوْ كَانُوا } } أي: من اتخذتم من الشفعاء { {لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا} } أي: لا مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، بل وليس لهم عقل، يستحقون أن يمدحوا به، لأنها جمادات من أحجار وأشجار وصور وأموات،.فهل يقال: إن لمن اتخذها عقلا؟ أم هو من أضل الناس وأجهلهم وأعظمهم ظلما؟.
{ {قُلْ} } لهم: { { لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } } لأن الأمر كله للّه.وكل شفيع فهو يخافه، ولا يقدر أن يشفع عنده أحد إلا بإذنه، فإذا أراد رحمة عبده، أذن للشفيع الكريم عنده أن يشفع، رحمة بالاثنين. ثم قرر أن الشفاعة كلها له بقوله { {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} } أي: جميع ما فيهما من الذوات والأفعال والصفات. فالواجب أن تطلب الشفاعة ممن يملكها، وتخلص له العبادة. { {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} } فيجازي المخلص له بالثواب الجزيل، ومن أشرك به بالعذاب الوبيل.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن