أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله

أبو الهيثم محمد درويش

{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [الزمر 55-59]

  • التصنيفات: التفسير -

{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} :

تحذير من الله عز وجل لكل غافل متمادي في الغفلة : أفق قبل أن تتحسر و تندم ولات حين مندم , ساعتها لن تنتفع بسخريتك و لا ضحكاتك التي ضحكت و أضحكت بها في الدنيا متلهياً عن طريق الله و أمره.

و ساعتها لن ينفعك التمنى فلا عمل هناك و إنما هو الحساب و الجزاء, فلن ترد إلى الدنيا لتعمل و لن تعطى فرصة أخرى بعدما استنفدت رصيدك من الإمهال في حياتك الدنيا.

قال تعالى:

{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [الزمر 55-59]

قال السعدي في تفسيره:

ثم حذرهم { { أَن} } يستمروا على غفلتهم، حتى يأتيهم يوم يندمون فيه، ولا تنفع الندامة.و { {تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } } أي: في جانب حقه. { {وَإِنْ كُنْت} } في الدنيا { {لَمِنَ السَّاخِرِينَ } } في إتيان الجزاء، حتى رأيته عيانا.

{ {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} } و"لو" في هذا الموضع للتمني،.أي: ليت أن اللّه هداني فأكون متقيا له، فأسلم من العقاب وأستحق الثواب، وليست "لو" هنا شرطية، لأنها لو كانت شرطية، لكانوا محتجين بالقضاء والقدر على ضلالهم، وهو حجة باطلة، ويوم القيامة تضمحل كل حجة باطلة.

{ {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ } } وتجزم بوروده { {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً} } أي: رجعة إلى الدنيا لكنت { {مِنَ الْمُحْسِنِينَ } } قال تعالى: إن ذلك غير ممكن ولا مفيد، وإن هذه أماني باطلة لا حقيقة لها، إذ لا يتجدد للعبد لَوْ رُدَّ، بيان بعد البيان الأول.

{ { بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} } الدالة دلالة لا يمترى فيها. على الحق { {فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ } } عن اتباعها { {وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } } فسؤال الرد إلى الدنيا، نوع عبث، { {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن