العبادة والإحسان

أحمد كمال قاسم

أما الإحسان فهو الإتقان في عبادة الله، بمفهومها الحقيقي الذي يشمل الحياة كلها، فهو إتقان يتخلل حياة المسلم كما تتخلل المياه البحار والمحيطات والأنهار، فلا مكان في حياة المسلم للغفلة، ولا مكان فيها لعدم الإتقان. فحياة المسلم - التي هي عبادته لله - قوامها الإحسان.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -


"الإحسانُ : « أنْ تعبدَ اللهَ كأنكَ تراهُ ، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ»

من أكثر المفاهيم المغلوطة والمخلوطة في حياة المسلم المعاصر هما مفهوما العبادة والإحسان!
العبادة
فشتان بين العبادة والشعائر التعبدية، فالعبادة هي الحياة كلها، من وقت تكليفك إلى وقت وفاتك، أما الشعائر فهي محطات الوقود التي نتزود فيها بالتقوى لنستمر في "عبادة الحياة" التي هي في حقيقتها "ذكر الله"، أي تذكره في كل لحظة بحيث يكون محور الحياة وقبلتها، ذكر الله، ذلك التذكر الذي ينبغي أن يسري فينا كسريان الدماء في العروق وكسريان الهواء في الرئتين، حينها يكون هو أكبر - ولذكر الله أكبر - من الشعائر ذاتها، فهو الغاية والشعائر هي الوسيلة، وهو العبادة، وهو الحياة، حياة الاستخلاف، حياة تعمير الكون، التي زدنا بها عن الملائكة، فهم يسبحون بحمد الله ويقدسونه بالجبلة والطبيعة. لكننا نتعلم ونعمل ونبني ونسير في الأرض لنكتشف عظمة الله عن طريق اكتشاف خلقه وبدايته، ومن ثم ندعو إلى معرفة الله على بصيرة في حياة تدور في فلك الله بإرادة حرة لنثبت أن الله فعلا حقيق بالعبادة، عن إرادة وحب وليس عن جبلة وقسر.

أما الشعائر (محطات وقود التقوى)، فهي مثل:
الصلاة: خمس محطات في اليوم
الصوم: محطة في العام
الحج: محطة في العمر
.
ماذا عن الإحسان؟!
أما الإحسان فهو الإتقان في عبادة الله، بمفهومها الحقيقي الذي يشمل الحياة كلها، فهو إتقان يتخلل حياة المسلم كما تتخلل المياه البحار والمحيطات والأنهار، فلا مكان في حياة المسلم للغفلة، ولا مكان فيها لعدم الإتقان. فحياة المسلم - التي هي عبادته لله - قوامها الإحسان.
.
والله أعلم
أحمد كمال قاسم