فضائل انتظار الصلاة في السنة النبوية
حسين أحمد عبد القادر
الصلاة لها فضائل كبيرة؛ ومنها أجر انتظار الصلاة، ولقد ورَد في السنَّة النبويَّة الكثير من المحفِّزات لنيل أجر هذه العبادة الميسرة، وفيما يلي سيتم بيان بعض الأحاديث الشريفة لإدراك الفَضل وتحصيلِ الثواب بفضل الله سبحانه.
- التصنيفات: فقه الصلاة - دعوة المسلمين - الحث على الطاعات -
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: إنها الصَّلاة، العبادة العظيمة، والصِّلة القوية بين العبد وربه الكريم، قال الله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103].والصلاة لها فضائل كبيرة؛ ومنها أجر انتظار الصلاة، ولقد ورَد في السنَّة النبويَّة الكثير من المحفِّزات لنيل أجر هذه العبادة الميسرة، وفيما يلي سيتم بيان بعض الأحاديث الشريفة لإدراك الفَضل وتحصيلِ الثواب بفضل الله سبحانه.
♦ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أعظم الناس أجرًا في الصَّلاة أَبْعَدُهم إليها مَمشًى فأبعدُهم، والذي يَنتظر الصلاة حتى يصلِّيها مع الإمام أعظمُ أجرًا من الذي يصلِّيها ثم ينام» ؛ (متفق عليه).
♦ وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلُّكم على ما يمحو اللهُ به الخطايا ويرفعُ به الدرجاتِ؟» ، قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: «إسباغ الوضوءِ على المكارهِ، وكثرةُ الخُطى إلى المساجدِ، وانتظارُ الصَّلاة بعد الصلاةِ، فذلكم الرِّباطُ» ؛ صححه الألباني في (صحيح الترمذي:51).
♦ وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الملائكةُ تصلِّي على أحدِكم، ما دام في مُصَلَّاه الذي صلَّى فيه، ما لم يُحدِثْ فيه، تقولُ اللهم اغفِرْ له، اللهم ارحَمْه» ؛ (البخاري:445).
♦ وسئل أنس رضي الله تعالى عنه: هل اتَّخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمًا؟ فقال: نعم، أخَّر ليلةً صلاة العشاء إلى شطر الليل، ثم أقبَل علينا بوجهه بعدما صلَّى، فقال: «صلَّى الناس ورقدوا، ولم تَزالوا في صلاة منذ انتظرتمونا» ، قال: فكأنِّي أنظر إلى وَبيص خاتمه؛ (البخاري:661).
وفي الأحاديث النبويَّة بيان لأهميَّة انتظار الصلاة، وتأكيدٌ لشروط التحصيل الكامل لهذه العبادة، وللحِرص على اغتنام الأجر، فلنحرص على الوضوء والبقاء على طَهارة فترة انتِظار الصلاة، ولنتجنَّب ذكر السوء بأيِّ شكل من الأشكال، ولنحتسب فترةَ انتظارنا للصلاة طلبًا للثواب من الله تعالى.
والمسلم اللبيب مَن يجعل انتظاره للصلاة غنيمة كبرى، فيمكنه استثمار الوقت بذِكر الله تعالى عن طريق الأذكار الشرعيَّة، فينال أجرَ ذكره لله الكريم، وينال أجرَ انتظاره للصلاة، وينال فضل دعاء الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام، ويمكنه أيضًا تعليم القرآن الكريم للغير لمن استطاع، أو قراءة القرآن الكريم فيكتسب أجرًا كبيرًا من تلاوة القرآن الكريم بكلِّ كلمة يقرؤها؛ فعن عبدالله بنِ مسعودٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ﴿ الم ﴾ حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» ؛ صححه الألباني في (صحيح الترمذي:2910)
فترة انتظار الصلاة بين المغرب والعشاء هي فرصة عظيمة فلنَغتنمها، والتبكير بالحضور للمسجد قبل كلِّ صلاة هي فترة انتظار للصلاة فلنَغتنمها، ومن استطاع إحياءَ هذه السنَّة الكريمة بالتواصي بالخير وتبليغِ الغير، فله أجر انتظار الصلاة بفضل الله الكريم؛ فعن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الدالَّ على الخير كفاعلِه» ؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني في (صحيح الترمذي:2670).
والتبكير لصلاة الجمعة له فَضل كبير؛ ومنه فضل انتظار الصَّلاة الذي تمَّ بيانه؛ وذلك باحتساب الأجر وطلَب الثَّواب من الله تعالى، فيتحصَّل المسلم على كنوز ثمينة قد يَعجِزُ المرء عن تحصيلها في أعوام كثيرة؛ فعن أوس بن أوس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن اغتسل يومَ الجمعة وغسَّل، وبكَّر وابتكر، ودنا واستمع، وأنصَت - كان له بكلِّ خطوة يخطوها أجرُ سنةٍ؛ صيامها وقيامها» ؛ صحَّحه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في (صحيح الترمذي:496)، فليستزِد المسلم من أبواب الخير الكبيرة، ومنابِع الأجور العظيمة، ولنسعَ إلى تبليغ الخير.
نسأل اللهَ تعالى أن يرزقنا الصلاحَ والإصلاح، وأن يعز الإسلامَ والمسلمين، وأن يغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.