والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة

أبو الهيثم محمد درويش

{ وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [ الشورى 16]

  • التصنيفات: التفسير -

{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ} :

العذاب الشديد هو عقوبة كل مجادل بالباطل يريد تشويه الحق ورده وزعزعة أهله وزرع الشبهات بعدما تبين الحق وثبت وثبت عليه أهله , وما أكثر أهل الأهواء و الشبهات و الحجج الباطلة التي تستند إلى العصبية أو الهوى أو مجرد معارضة الحق وبغضه وبغض أهله.

قال تعالى :

{ وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [ الشورى 16]

قال السعدي في تفسيره:

وهذا تقرير لقوله: لا حجة بيننا وبينكم، فأخبر هنا أن { {الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ } } بالحجج الباطلة، والشبه المتناقضة { {مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ } } أي: من بعد ما استجاب للّه أولو الألباب والعقول، لما بين لهم من الآيات القاطعة، والبراهين الساطعة، فهؤلاء المجادلون للحق من بعد ما تبين { {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ } } أي: باطلة مدفوعة { {عِنْدَ رَبِّهِمْ} } لأنها مشتملة على رد الحق وكل ما خالف الحق، فهو باطل.

{ { وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ } } لعصيانهم وإعراضهم عن حجج اللّه وبيناته وتكذيبها. { {وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } } هو أثر غضب اللّه عليهم، فهذه عقوبة كل مجادل للحق بالباطل.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن