ما قل ودل من كتاب " الجوع " لابن أبي الدنيا

أيمن الشعبان

كَانَ يُقَالُ: مَا قَلَّ طُعْمُ امْرِئٍ قَطُّ إِلَّا رَقَّ قَلْبُهُ، وَنَدِيَتْ عَيْنَاهُ.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

ما قل ودل من كتاب " الجوع " لابن أبي الدنيا

 

أيمن الشعبان

@aiman_alshaban

 

قالت عائشة: « مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزٍ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ» .

ص28.

قالت عَائِشَةَ: «مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ يَوْمَيْنِ حَتَّى مَاتَ» .

ص29.

قالت عَائِشَةَ: «مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةِ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثُ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ» .

ص30.

قَالَ عُمَرُ: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي، مَا عِنْدَهُ مَا يَمْلَأُ بَطْنَهَ مِنَ الدَّقَلِ» .

ص30.

قَالَ أبو جعفر: إِذَا امْتَلَأَ الْبَطْنُ طَغَى الْجَسَدُ.

ص43.

قال عبادة بن الصامت: إِنَّمَا الْبَطْنُ هَاتِ هَاتِ، كَفَاكُمْ مَا سَدَّهُ عَنْكُمْ.

ص44.

قال قَيْسِ بْنِ رَافِعٍ: وَيْلٌ لِمَنْ كَانَ دِينُهُ دُنْيَاهُ، وَهَمُّهُ بَطْنَهُ.

ص44.

قال عمر بن الخطاب: وَيْحٌ لِمَنْ أَدْخَلَهُ بَطْنُهُ النَّارَ.

ص45.

قال عمر بن الخطاب: وَاللَّهِ لَتُمَرَّنُنَّ أَيُّهَا الْبَطْنُ عَلَى الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ مَا دَامَ السَّمَنُ يُبَاعُ بِالْأَوَاقِيِّ.

ص45.

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَصْحَابِهِ: لَوْلَا مَخَافَةُ ذُيُولِ الْحِسَابِ غَدًا، لَأَمَرْتُ بِحَمَلٍ يُشْوَى فِي التَّنُّورِ.

ص46.

أُتِيَ عَلِيٌّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، بِبَطَّةٍ مَحْشُوَّةٍ خَبِيصًا، فَقَالَ: عَلَى هَذَا تَذَابَحُ قُرَيْشٌ.

ص48.

قال خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: أَجِعْ نَفْسَكَ وَأَعْرِهَا لَعَلَّهَا تَرَى اللَّهَ.

ص53.

قال مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ: خَلَطْتُ دَقِيقِي بِالرَّمَادِ، فَضَعِفْتُ عَنِ الصَّلَاةِ، وَلَوْ قَوِيتُ عَلَى الصَّلَاةِ مَا أَكَلْتُ طَعَامًا غَيْرَهُ.

ص54.

قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: أَكَلْتُ الثَّجِيرَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَلَوْلَا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ يُقْفِلَنِي لَدَاوَمُتُ عَلَيْهِ.

الثجير: ما يتبقى من المادة بعد عصيرها.

ص54.

قال مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: لَوْ كَانَ الرَّمَادُ يَدْخُلُ فِي حَلْقِي لَأَكَلْتُهُ.

ص55.

قال مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: مَنْ قُلَّ طُعْمَهُ فَهِمَ وَأَفْهَمَ، وَصَفَّا وَرَقَّ، وَإِنَّ كَثْرَةَ الطَّعَامِ لَيُثْقِلُ صَاحِبَهُ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا يُرِيدُ.

ص57.

كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَدْعُو الْمَجْذُومِينَ فَيَأْكُلَ مَعَهُمْ وَيَقُولُ: لَعَلَّ بَعْضَ هَؤُلَاءِ يَكُونُ مَلَكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

ص58.

قال ابْنِ عُمَرَ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ.

ص61.

قال أبو عُبَيْدَةَ الْخَوَّاصِ، يَقُولُ: أَشْقَى النَّاسُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ لِغَيْرِهِ، إِنَّمَا بَطْنُكَ كَلْبُكَ، فَاخْسَأهُ عَنْكَ بِلُقْمَةٍ.

فاخسأه: أي اطرده وأبعده.

ص63.

قال مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ حَصَاةً تُجْزِئْنِي مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ أَمُصُّهَا.

ص63.

قال الْحَسَنِ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا، إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لِيَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَودُّ أَنَّهَا حَجَرٌ فِي بَطْنِهِ.

ص63.

قال عَلِيٍّ: أَهْلَكَ ابْنَ آدَمَ الْأَجْوَفَانِ: الْبَطْنُ وَالْفَرْجُ.

ص66.

قِيلَ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: إِنَّ ابْنَكَ بَشِمَ الْبَارِحَةَ، قَالَ: لَوْ مَاتَ مَا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ.

بَشِمَ: أي أكثر من الطعام حتى اتَّخم وسئمه.

ص68.

قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: لَا تَأْكُلْ شِبَعًا عَلَى شِبَعٍ، وَأَلْقِ فَضْلكَ لِلْكَلْبِ.

ص68.

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، لَا تُكْثِرُوا الدُّخُولَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، فَإِنَّهُ مَسْخَطَةٌ لِلرِّزْقِ.

ص71.

قال الْحَسَنِ: لَقَدْ كَانَ الْمُسْلِمُ يُعَارُ أَنْ يُقَالَ لَهُ إِنَّكَ لَبَطِينٌ.

ص72.

قال سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُعِيَّرُ بِالْبِطْنَةِ كَمَا يُعَيَّرُ بِالذَّنْبِ يَعْمَلُهُ.

ص73.

قال عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ: إِيَّاكُمْ وَالْبِطْنَةَ، فَإِنَّهَا تُقَسِّي الْقَلْبَ.

ص73.

قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إِذَا كُنْتَ بَطِينًا، فَاعْدُدْ نَفْسِكَ زَمِنًا حَتَّى تَخْمَصَ.

الزَّمِن: ذو المرض الدائم، وخمِص بطنه: خلا وضَمُر.

ص73.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: مَا بَاتَ رَجُلٌ بَطِينًا فَتَمَّ عَزْمُهُ.

ص73.

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: إِذَا أَرَدْتَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَلَا تَأْكُلَ حَتَّى تَقْضِيهَا، فَإِنَّ الْأَكْلَ يُغَيِّرُ الْعَقْلَ.

ص74.

قال أَيُّوبُ يالسختياني: كَثْرَةُ الْأَكْلِ دَاءُ الْبَطْنِ، وَزِيَادَةٌ فِي النَّتنِ.

ص74.

قال يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ: الْجُوعُ يَرِّقُ الْقَلْبَ.

ص76.

قال يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ: الْجُوعُ رَأْسُ كُلِّ بِرٍّ فِي الْأَرْضِ.

ص76.

كَانَ يُقَالُ: وَرَّثَ الْجُوعُ أَهْلَهُ النَّظَرَ بِنُورِ اللَّهِ إِلَى مَعَالِي الْعِزِّ فِي خَلْقِهِ.

ص77.

قَالَ الْأَعْمَشُ لِرَجُلٍ: يَا أَحْمَقُ، تَرَى هَذَا الْبَطْنَ؟ إِنْ أَهَنْتَهُ أَكْرَمَكَ، وَإِنْ أَكْرَمْتَهُ أَهَانَكَ.

ص77.

قَالَ الْحَسَنُ أَوْ غَيْرُهُ: كَانَتْ بَلِيَّةُ أَبِيكُمْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَكْلَةٌ، وَهِيَ بَلِيَّتُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ص77.

قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: الشِّبَعُ يُقَسِّي الْقَلْبَ وَيُفَتِّرُ الْبَدَنَ.

ص78.

قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: مَنْ مَلَكَ بَطْنَهُ، مَلَكَ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ كُلَّهَا.

ص78.

كَانَ يُقَالُ: كَثْرَةُ الطَّعَامِ تُمِيتُ الْقَلْبَ، كَمَا أَنَّ كَثْرَةَ الْمَاءِ تُمِيتُ الزَّرْعَ.

ص78.

كَانَ يُقَالُ: لَا تَسْكُنُ الْحِكْمَةُ معْدَةً مَلْأَى.

ص78.

قَالَ مَالِكٌ بن دينار: مَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ بَطْنُهُ أَكْثَرَ هَمِّهِ، وَأَنْ تَكُونَ شَهْوَتُهُ هِيَ الْغَالِبَةَ عَلَيْهِ.

ص80.

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ:  كَانَ يُقَالُ: قِلَّةُ الطُّعْمِ عَوْنٌ عَلَى التَّسَرُّعِ فِي الْخَيْرَاتِ.

ص81.

قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ لِأَصْحَابِهِ: تَذْكُرُونَ مِنْ عَقْلِي شَيْئًا؟ قَدْ جَاءَتِ الْفَاكِهَةُ وَذَهَبَتْ، مَا أَكَلْتُ مِنْهَا شَيْئًا، وَمَا ضَرَّنِي.

ص83.

كَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ يَمْكُثُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا لَا يَشْرَبُ مَاءً.

ص86.

كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ يَمْكُثُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا لَا يَأْكُلُ شَيْئًا حَتَّى يُعَادَ.

ص87.

كَانَ يُقَالُ: مَا قَلَّ طُعْمُ امْرِئٍ قَطُّ إِلَّا رَقَّ قَلْبُهُ، وَنَدِيَتْ عَيْنَاهُ.

ص89.

قال مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ: مَا يَنْبَغِي لِلِعَاقِلِ أَنْ يُمْلِكَ نَفْسَهُ أَمَرَهَا فِي شَهَوَاتِهَا مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَلْبَسِ.

ص89.

قال مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ: الْجُوعُ يطْردُ الْأَشَرَ، وَالشِّبَعُ يُنْمِيهِ وَيُحْيِيهِ.

ص89.

قال مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ: طَيِّبُ الْمَكَاسِبِ ذَكَاءٌ لِلْأَبْدَانِ، فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا، وَأَطْعَمَ طَيِّبًا.

ص89.

قال عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَرْزُوقٍ: مَا أَهَمَّتْهُ ذُنُوبُهُ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ السَّمْنِ وَالسُّكَّرِ.

ص91.

قال أبو عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُنَوَّرَ قَلْبُهُ، فَلْيُقِلَّ طُعْمَهُ.

ص97.

قال مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ هَمُّهُ هَوَاهُ وَبَطْنُهُ.

ص97.

قال سُفْيَانَ الثوري: كُلْ مَا شِئْتَ وَلَا تَشْرَبْ، فَإِنَّكَ إِذَا لَمْ تَشْرَبْ لَمْ يَجِئْكَ النَّوْمُ.

ص99.

قال سفيان الثوري: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَصِحَّ جِسْمُكَ، وَيَقِلَّ نَومُكَ، فَأَقَلَّ مِنَ الْأَكْلِ.

ص100.

قال محمد بن واسع: طُوبَى لِمَنْ أَصْبَحَ جَائِعًا وَهُوَ عَنِ اللَّهِ رَاضٍ.

ص102.

قال رَجُلٌ مِنْ عُقَلَاءِ الْهِنْدِ: كَثْرَةُ الطَّعَامِ تُوهِنُ الْبَدَنَ.

ص102.

قال عَبَّادَ بْنَ عَبَّادٍ الرَّمْلِيَّ: كَانَ يُقَالُ: كَثْرَةُ الطَّعَامِ تُزِيلُ بَيَانَ الْفَهْمِ، وَتُورِثُ الْقَسْوَةَ وَالنَّوْمَ.

ص102.

قال مَكْحُولٍ: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ: الْجُوعُ وَالظَّمَأُ.

ص103.

قَالَ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ: وَكَانَ يُقَالُ: الْجَائِعُ الظَّمْآنُ أَفْهَمُ لِلِمَوعِظَةِ، وَقَلْبُهُ إِلَى الرِّقَّةِ أَسْرَعُ.

ص103.

قال أبو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ: لَأَنْ أَتْرُكَ لُقْمَةً مِنْ عَشَائِي أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آكُلَهَا وَأَقُومَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ.

ص104.

قال أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ: إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ ضُرِبَ مِثْلًا لِلدُّنْيَا، وَإِنَّ مَلَّحَهُ وَقَزَحَهُ، فَقَدْ عَلِمَ إِلَى مَا يَصِيرُ.

ص108.

كَانَ عُمَرُ إِذَا اسْتَعْمَلَ الْعَامِلَ اشْتَرَطَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا: أَلَا يَرْكَبَ الْبَرَاذِينِ، وَلَا يَلْبسَ السَّابِرِيَّ، وَلَا يُنْخَلَ لَهُ الدَّقِيقُ.

البرذون يطلق على غير العربي من الخيل والبغال، والسابري: الرقي الجيد من الثياب.

ص108.

قَالَ عُمَرُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ تَنْقُصَ حَسَنَاتِي لَشَارَكْتُكُمْ فِي لِينِ عَيْشِكُمْ.

ص122.

كَانَ عَمْرو بْنُ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ يَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الشِّبَعِ مَخَافَةَ الْأَشَرَ.

ص125.

قال مُحَمَّدُ بْنُ مِسْعَرٍ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ طُولَ الْجُوعِ يُورِثُ الْحِكْمَةَ.

ص126.

قال وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: الْجُوعُ ذَكَاةُ الْبَدَنِ، بِهِ يصْفُو وَيَرِقُّ.

ص126.

كَانَ يُقَالُ: لَا يَكُونَنَّ بَطْنُ أَحَدكُمْ عَلَيْهِ غُرْمًا، يَكْفِيهِ التَّمْرُ، وَالْأَكْلَةُ، وَالشَّيْءُ الْيَسِيرُ.

ص127.

قال الحسن: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا التَّقَوُّتُ؛ لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ التَّنَعُّمِ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ.

ص127

قال عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَرْزُوقٍ: مَا أَرَى دَرَجَةَ الْجُوعِ يَنَالُهَا أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا لَمْحَةً.

ص128.

قال علي: لَا يَكُونُ الرَّجُلُ قَيِّمَ أَهْلِهِ حَتَّى لَا يُبَالِي مَا سَدَّ بِهِ فَوْرَةَ الْجُوعِ، وَلَا يُبَالِي أَيُّ ثَوْبَيْهِ ابْتَذَلَ.

ص128.

قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: مَا لِلْعَامِلِينَ وَلِلْبَطْنَةِ؟ إِنَّمَا الْعَامِلُ لِلَّهِ تَجْزِيهِ الْعُلْقَةُ الَّتِي تَقُومُ بِرَمْقِهِ.

ص131.

قال شُمَيْطٌ الْعَنْسِيُّ: فَقْدُ أَكْلَةٍ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنْ بَذْلِ دِينِي لَهُمْ، مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بَطْنُ الْمُؤْمِنِ أَعَزَّ عَلَيْهِ مِنْ دِينِهِ.

ص132.

قَالَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ لِأَهْلِهِ: اسْقُونِي مَاءً، قَالُوا: قَدْ شَرِبْتَ الْيَوْمَ مَرَّةً، قَالَ: فَلَا إِذًا.

ص132.

قال عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ: أَبْشِرُوا، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرجُو أَنْ تَشْبَعُوا مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ.

ص136.

قال صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانُ، تَكُونُ هِمَّةُ أَحَدِهِمْ فِيهِ بَطْنَهُ، وَدِينُهُ هَوَاهُ.

ص137.

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَغَازِلِيُّ: إِنَّ الْآخِرَةَ شَغَلَتِ الْأَكْيَاسَ عَنْ طَبْخِ الْقُدُورِ، وَتَتُّبُعُ اللَّذَّاتِ.

ص138.

قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: بُؤْسًا لِمَنْ كَانَ بَطْنُهُ أَكْبَرَ هَمَّهُ.

ص139.

قال فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ: وَيْلٌ لِذِي الْبَطْنِ مِنْ بَطْنِهِ، إِنْ أَجَاعَهْ ضَعُفَ، وَإِنْ أَشْبَعَهُ ثَقُلَ.

ص140.

قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنْ أَقْلَلْتُ مِنَ الطَّعَامِ أَضْعَفَنِي، وَإِنْ أَكْثَرْتُ مِنْهُ أَثْقَلَنِي؟ قَالَ: الْتَمِسْ دَارًا غَيْرَهَا.

ص140.

قال مالك بن دينار: لَوْ أَجْزَأَنِي الرَّمَادُ مَا طَعِمْتُ غَيْرَهُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا يَصْنَعُ بِي رَبِّي.

ص141.

قال الْحَسَنَ: إِنَّ الْمُؤْمَنَ يتَقَلَّبُ فِي الْيَقِينِ؛ يَكْفِيهِ مَا يَكْفِي الْعُنَيْزَةَ: الْكَفُّ مِنَ التَّمْرِ، وَالشَّرْبَةُ مِنَ الْمَاءِ.

ص145.

قال علي: لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَأَرْبُطُ الْحَجَرَ مِنَ الْجُوعِ عَلَى بَطْنِي.

ص147.

قال رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ: دَخَلْتُ عَلَى حَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ وَهُمَا يَأْكُلَانِ خُبْزًا وَخَلًا وَبَقْلًا.

ص148.

قَالَ رَجُلٌ لِعِيسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْصِنِي، قَالَ: انْظُرْ خُبْزَكَ مِنْ أَيْنَ هُوَ؟

ص150.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: أَطَبْ مَطْعَمَكَ، وَلَا عَلَيْكَ أَلَا تَقُومَ مِنَ اللَّيْلِ وَتَصُومَ النَّهَارَ.

ص150.

قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ: انْظُرُوا الْخُبْزَ يَدْخُلُ بُطُونَكُمْ مِنْ أَيْنَ سَبِيلُهُ.

ص151.

كَانَ دَاوُدُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ الْقِفَافَ فَيَبِيعَهَا وَيَأْكُلُ مِنْ ثَمَنِهَا.

القفاف: الزنبيل.

ص154.

كَانَ يُقَالُ: تَلَذُّذُ الْعَابِدِينَ فِي طُولِ الْجُوعِ وَالظَّمَأِ، وَقُرَّةُ أَعْيُنِهِمْ فِي طُولِ التَّهَجُّدِ.

ص155.

قال بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ: الصِّيَامُ مَعْقِلُ الْعَابِدِينَ.

ص156.

قال مضر: وَاللَّهِ مَا جَاعَ قَلْبٌ قَطُّ فَقَرِبَهُ الشَّيْطَانُ حَتَّى يَشْبَعَ.

ص156.

كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَصْنَعُ لِلنَّاسِ طَعَامَ الْأُمَرَاءِ، وَيَدْخُلُ بَيْتَهُ فَيَأْكُلُ الْخَلَّ وَالزَّيْتَ.

ص159.

قال إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ: أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ بِمَكَّةَ، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا أَبُلُّ الطِّينَ بِالْمَاءِ فَآكُلُهُ.

ص180.

قَالَ مُجَاهِدٌ: لَوْ كُنْتُ آكُلُ كُلَّ مَا أَشْتَهِي مَا سَاوَيْتُ حَشَفَةً.

الحشفة: الخميرة اليابسة ومن التمر أردأه.

ص184.

سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، كَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ الْحُوَّارَى، وَيَأْكُلُ هُوَ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ.

الحوارى: الدقيق الأبيض.

ص184.

قال لُقْمَانَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، لَا تَأْكُلُ شِبَعًا عَلَى شَبِعَ، فَإِنَّهُ رُبَّ أَكْلَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا دَاءً.

ص185.

قال سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ: إِنَّ النَّفْسَ إِذَا جَاعَتْ وَعَطَشَتْ صَفَا الْقَلْبُ وَرَقَّ، وَإِذَا شَبِعَتْ وَرَوِيَتْ عَمِّي الْقَلْبُ وَبَادَ.

ص188.

 

17 / 12/ 1438هـ

8/9/2017م