آثار التجديد .. و أوهام العبيد

عبد العزيز مصطفى كامل

رغم وجهات النظر المتشائمة لمن لاينظرون لحال الأمة إلا من وراء النظارات السوداء والنظرات العمياء التي لا ترى في الواقع إلا مواقع كل شيئ سيئ.. فقد تنوعت وتفرعت صور هذا التجديد

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

من الواضح أن عالم عبيد الشيطان المسمى ب(العالم الحر) ؛ قد أبى طُغاته ودُهاته إلا الإجهاز على أي نجاح أو إنجاز حققه المسلمون خلال الأربعين عامًا الماضية من القرن الهجري الحالي، والذي بدأت مع بداياته سُّنة القدر الإلهي بتجديد الدين مع بدايات كل قرن ، تصديقًا لقول المعصوم صلى الله عليه وسلم : ( « إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» ) [رواه أبو داود] (رقم/4291) [وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة]  ( رقم/599 )
فهل حدث تجديد حقًا ..؟.. بلى وربي ؛ حصل وتحقق ،رغم وجهات النظر المتشائمة لمن لاينظرون لحال الأمة إلا من وراء النظارات السوداء والنظرات العمياء التي لا ترى في الواقع إلا مواقع كل شيئ سيئ.. فقد تنوعت وتفرعت صور هذا التجديد فيما عرف ب (الصحوة الإسلامية) التي واكبت العقود الأولى من هذا القرن الهجري؛ ووافقت عقود السبعينات والثمانينات الميلادية ، لتبلغ تلك الصحوة نضجها بعدها لتشمل كل المجالات النظرية - من علمية وفكرية و تربوية - وكذلك المجالات الحركية : الدعوية والسياسية والجهادية.. مع هنات و تعثرات هنا وهناك.. لا تعدو - في رأيي - أن تكون مراحل تطور في مسبرة تحول من نقيض إلى نقيض .

لن يقر بحقيقة آثار التجديد إﻻ من عاصروا أو راقبوا الفروق بين عقود الصحوة القليلة ؛ وبين ما سبقها من عقود طويلة .. وما تكالُب أحزاب الشيطان على أهل الإسلام في العقود القليلة الماضية ؛ إلا برهنة منهم على شدة تخوفهم من أن تتحول هذه الصحوة إلى نهضة .. وأن تتحول النهضة إلى انطلاقة عملاقة، ترد الكيد وتصد العدوان وتسترد الحقوق ، على طريق العودة للسيادة والريادة.. وصحيح أن المعوقات كبيرة..وأن التحدي هائل، ولكن هناك بُعدا غائبا عن أكثر أطراف هذا الصراع - بمن فيهم كثير من المسلمين بل و الإسلاميين - وهو أن اعداء الله الذين يعادون أولياءه.. قد وضعوا أنفسهم - واهمين - في موضع وموقع الند المحاد لله الواحد الأحد.. ولذلك استدرج - سبحانه - هؤلاء الواهمين المكذبين للمضي في زعمهم الموهوم فقال : ( {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِين} )ٌ (الأعراف/183) .. 
فهو كيد في مواجهة كيد.. وأهل اليقين فقط هم من يعرفون أن العاقبة للمتقين : ( { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } ) (الطارق /17)