ذق إنك أنت العزيز الكريم
أبو الهيثم محمد درويش
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ
- التصنيفات: التفسير -
{ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} :
اغتر بعطاء الله له في الدنيا وظن أنه عزيز كريم بعيد عن عقاب الله الذي كفر به وعاداه وعادى أولياءه وسخر منهم واستهزأ بكلمات ربهم وأوامره.
ها هو اليوم ذليل مهان لم تغن عنه الأموال ولا المناصب ولا الجاه , طعامه الزقزم كالصديد المنتن يغلي في بطون المستكبرين عن أوامر الله المتكبرين المتجبرين على أوليائه المعرضين عن كلماته وأوامره الوالغين في محرماته , وفوق هذا العذاب في البطون يأمر الملك سبحانه أن يصب على رؤوسهم العذاب صباً حتى يعاينوا ما كانوا يشكون ويشككون فيه .
قال تعالى :
{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ * إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} . [الدخان 43-50]
لما ذكر يوم القيامة وأنه يفصل بين عباده فيه ذكر افتراقهم إلى فريقين: فريق في الجنة، وفريق في السعير وهم: الآثمون بعمل الكفر والمعاصي وأن طعامهم { شَجَرَةَ الزَّقُّومِ } شر الأشجار وأفظعها وأن طعمها { كَالْمُهْلِ } أي: كالصديد المنتن خبيث الريح والطعم شديد الحرارة يغلي في بطونهم { {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} } ويقال للمعذب: { {ذُقْ} } هذا العذاب الأليم والعقاب الوخيم { {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} } أي: بزعمك أنك عزيز ستمتنع من عذاب الله وأنك كريم على الله لا يصيبك بعذاب، فاليوم تبين لك أنك أنت الذليل المهان الخسيس. { {إِنَّ هَذَا} } العذاب العظيم { { مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} } أي: تشكون فالآن صار عندكم حق اليقين.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن