دائرة اهتماماتك

محمد علي يوسف

طالب في مدرسة هل تظن أن مدير تلك المدرسة والناظر ومشرف الدور و المدرس الذي يدرس له يقلون أهمية بالنسبة له عن الساسة والحكام

  • التصنيفات: دعوة المسلمين -

كل منا له حياته ودائرته التي يعيش في محيطها وتمثل له مكوناتها وأشخاصها مملكة خاصة لها مفرداتها وقيمها ورموزها المقدمة والمحترمة

شاب متدين ممن يصطلح على تسميتهم ب (ملتزم) يعد من أعمدة المساجد ومن المواظبين على حلق العلم الشرعي والحريصين على حضور دروس الوعظ؛ العلماء والدعاة يمثلون له المصدر الأهم للتوجيه والنصح
ومجتمع المساجد ورفاق الدروس الدينية والمحافل الدعوية يشكلون البيئة التي يحيا بداخلها = أتراه يرى في حياته رموزا أو قدوات بخلاف المشاهير ممن ذكرت؟! 
شخص مولع بكرة القدم يمارسها أو يتابعها بشغف وتعد فرقته التي يشجعها والمباريات والمسابقات التي تخوضها تلك الفرقة والمدربون واللاعبون والمنافسون هم المجتمع الذي يعنيه وتشغله أحداثه
مثل ذلك الشخص يعتبر رئيس النادي الفلاني أو المدير الفني للنادي العلاني = هم ساسة عالمه ومحركي نوازله وهم إلى جانب اللاعبين بمثابة أساطين ذلك المحيط الذي يعيش بداخله

طالب في مدرسة هل تظن أن مدير تلك المدرسة والناظر ومشرف الدور و المدرس الذي يدرس له يقلون أهمية بالنسبة له عن الساسة والحكام الذين يديرون دولا وممالك وأمما؟! 
الحقيقة أن ذلك المجتمع ورموزه وأحداثه يعدون أهم ما يعني هذا التلميذ ويؤثر في واقعه ومستقبله القريب ومن ثم تكون أولوية اهتمامته لهم

رجل يعيش عمره كله في حي صغير أو بداخل قرية نائية لم يخرج منها إلا استثناءً نادرا  هل يشغله أو ينال اهتمامه وتوقيره إلا أكابر ذلك الحي أو عمدة تلك القرية ورجالاتها وهل توجد أحداث محورية في حياته أهم من تلك التي تدور بين أهل هذه القرية أو سكان ذلك الحي؟

دائرة عملك ووظيفتك ودراستك ومجتمعك تؤثر بشكل كبير على تصوراتك واهتماماتك وأولويات حكمك على الأشياء وانشغالك بالأحداث

جزء كبير من الإحباط الذي يجده الناس عند التعامل فيما بينهم سببه تجاهل ذلك التباين بين البيئات والدوائر التي يحيا كل منا بداخلها

حين نعمم نظرتنا وتصوراتنا الخاصة ونفترض أن الآخرين ينبغي عليهم أن يمتلكوا مثل تلك النظرة وبالتالي نتوقع منهم نفس ردود الأفعال والاهتمام والتفاعل الذي يصدر منا = نحبط ونلوم ونعترض حين لا نجد ذلك ولا معشاره متناسين تلك الحقيقة الواضحة
حقيقة كوننا مختلفين وكوننا نحيا داخل بيئات مختلفة تحمل تباينات بل وتناقضات صارخة 
فكيف ننتظر ذات النظرات والتصورات وكيف نتوقع نتائج متماثلة ببدايات ومعطيات مختلفة؟! 
كيف؟