أطيعوا الله الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم

أبو الهيثم محمد درويش

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ

  • التصنيفات: التفسير -

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} :

نداء من الله تعالى للمؤمنين يأمرهم بطاعته فيما أمر والانتهاء عما حرم , ويعلمهم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي طاعة لله فما الرسول صلى الله عليه وسلم إلا مبلغ عن رب العزة تعالى , ومنبهاً إياهم إن هم أطاعوه ألا يبطلوا أعمالهم ويفسدوها بالرياء أو الإعجاب بها أو بمفسدات تبطلها نتيجة التكاسل عن العلم بكيفية الطاعات وشروطها وواجباتها وفيه تنبيه على عدم قطع الطاعة بلا عذر أو ضرورة سواء كانت فرضاً أو نفلاً.
قال تعالى :

 { {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} } [محمد 33]

قال السعدي في تفسيره:

يأمر تعالى المؤمنين بأمر به تتم أمورهم، وتحصل سعادتهم الدينية والدنيوية، وهو: طاعته وطاعة رسوله في أصول الدين وفروعه، والطاعة هي امتثال الأمر، واجتناب النهي على الوجه المأمور به بالإخلاص وتمام المتابعة.

وقوله: { {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} } يشمل النهي عن إبطالها بعد عملها، بما يفسدها، من من بها وإعجاب، وفخر وسمعة، ومن عمل بالمعاصي التي تضمحل معها الأعمال، ويحبط أجرها، ويشمل النهي عن إفسادها حال وقوعها بقطعها، أو الإتيان بمفسد من مفسداتها.

فمبطلات الصلاة والصيام والحج ونحوها، كلها داخلة في هذا، ومنهي عنها، ويستدل الفقهاء بهذه الآية على تحريم قطع الفرض، وكراهة قطع النفل، من غير موجب لذلك، وإذا كان الله قد نهى عن إبطال الأعمال، فهو أمر بإصلاحها، وإكمالها وإتمامها، والإتيان بها، على الوجه الذي تصلح به علما وعملا.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن