الوسائل المعينة على ترك الكَسَل

ملفات متنوعة

ينبغي فيمن تريد صحبته خمس خصال: العقل، وحسن الخُلُق، وترك الفِسْق والابتداع، والحرص على الدُّنيا، ومجانبة الكسالى والبطَّالين، قال الله تعالى:  {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } [الكهف: 28] لئلَّا يسري إليه حالهم

  • التصنيفات: الآداب والأخلاق -


1- اللُّجوء إلى الله بالدعاء والاستعاذة، كما ورد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:  «اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك مِن العَجْز والكَسَل»   [متفق عليه]  .
2- اتِّباع الوسطيَّة: فإنَّ الوسطيَّة منهج حياة، لذا وُصِفَت بها الأمَّة، قال تعالى:  {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}  [البقرة: 143]، وذُمَّ المتشدِّدون كما في حديث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:  «هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون» [رواه مسلم ]   .
3- المسارعة إلى الخيرات والمسابقة إليها، وقد أثنى الله عز وجل على المؤمنين الذين يسارعون في الخيرات، وأمر بالمسابقة والمسارعة، فقال -سبحانه-:  {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}  [آل عمران: 133] وقال:  {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ}  [الحديد: 21]، وأثنى على الأنبياء فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}  [ الأنبياء: 90]، وقال في سورة الواقعة مبيِّنًا أجر السَّابقين إلى الخيرات والإيمان:  {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } [الواقعة: 10-11].
4- مجالسة أرباب الجِدِّ والسَّعي: فإنَّ الصُّحبة سارية، والطَّبيعة سارقة، وعليه يُحْمَل قول بعض السَّلف: (استكثر مِن الإخوان ما قدرت؛ فإنَّ لكلِّ مؤمنٍ شفاعة)

 في ((تعليم المتعلِّم)) قيل:

عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه

فكلُّ قرين بالمقارن يقتدي

فإن كان ذا شرٍّ فجنبه سرعة

وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي


وينبغي أن يحبَّهم حتى تنعكس منهم أحواله كما قيل، ومِن آثار حبِّ الله تعالى أن يتعدَّى مِن المحبوب إلى مَن يتعلَّق به ويناسبه... وينبغي فيمن تريد صحبته خمس خصال: العقل، وحسن الخُلُق، وترك الفِسْق والابتداع، والحرص على الدُّنيا، ومجانبة الكسالى والبطَّالين، قال الله تعالى:  {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } [الكهف: 28] لئلَّا يسري إليه حالهم   . 
5- تحريك الهمَّة بخوف فوات القَصْد:
فقد (ذكر أحد العلماء علاج الكَسَل -وهو سهل لمن وفَّقه الله- فقال: هو تحريك الهمَّة بخوف فوات القَصْد، وبالوقوع في اللَّوم، أو التَّأسُّف، فإنَّ أَسَف المفرِّط -إذا عاين أجر المجتهد- أعظم مِن كلِّ عقاب، وليفكِّر العاقل في سوء مغبَّة الكَسَل والعَجْز، والاشتغال بالدُّنيا عن الآخرة، فرُبَّ راحة أوجبت حسرات وندمًا، فمَن رأى زميله اجتهد وثابر على دروسه ونجح، زادت حسرته وأسفه، ومَن رأى جاره قد سافر ورجع بالأرباح والفوائد، زادت حسرة أسفه وندامته على لذَّة كسله وعَجْزه.
قال: وقد أجمع الحكماء على أنَّ الحكمة لا تُدرك بالرَّاحة، فمَن تلمَّح ثمرة الكَسَل اجتنبه، ومَن مدَّ فطنته إلى ثمرات الجِدِّ والاجتهاد نسي مشاق الطَّريق، ثمَّ إنَّ اللَّبيب الذَّكي يعلم أنَّه لم يُخْلَق عبثًا، وإنَّما هو في الدُّنيا كالأجير أو كالتَّاجر، ثمَّ إنَّ زمان العمل بالإضافة إلى مدَّة البقاء في القبر كلحظة، ثمَّ إنَّ إضافة ذلك إلى البقاء السَّرمدي -إما في الجنَّة وإما في النَّار- ليس بشيء)   .
6- النَّظر في سير المجتهدين الذين يعرفون قيمة العلم النَّافع والعمل الصَّالح والوقت   ، وأضرب لذلك مثالًا: كان شيخ الإسلام زكريَّا الأنصاري يصلِّي (النَّوافل مِن قيام -مع كِبَر سنِّه وبلوغه مائة سنة أو أكثر- وهو يميل يمينًا وشمالًا، لا يتمالك أن يقف بغير مَيْل للكِبَر والمرض، فقيل له في ذلك، فقال: يا ولدي، النَّفس مِن شأنها الكَسَل، وأخاف أن تغلبني، وأختم عمري بذلك)   .
7- يُعَوَّد في بعض النَّهار المشي والحركة والرِّياضة حتى لا يغلب عليه الكَسَل   .
8- ينبغي أن يُمْنَع مِن النَّوم نهارًا؛ فإنَّ ذلك يورث الكَسَل في حقه، ولا يمنع مِن النَّوم ليلًا، لأنَّ منعه مِن النَّوم في اللَّيل يورث الملَالة، ويُضْعِف عن مكابدة النَّوم وشدَّة النُّعاس