قتل الخراصون

أبو الهيثم محمد درويش

قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ

  • التصنيفات: التفسير -

{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} :

قاتل الله كل مكذب لدينه جاحد لآياته خائض بالباطل مناصر له , يعادي الحق ويبغض نور الله ويعادي أولياءه.

هؤلاء غافلون عن الحساب فرحون بالدنيا مغرورون بها ساهون عن الله وأمره مبغضون لله وأهله.

كيف بهم يوم يعذبون في النار عذاباً لا يطاق خالدين في المهانة السرمدية بلا حظوظ في النجاة , بعدما كانوا يستعجلون العذاب ويناطحون السحاب حيث تحدوا رسلهم بأن يأتوهم بوعيد الله عاجلاً , فهاهم في العذاب خالدون.

قال تعالى: { قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} [الذاريات 10-14]

قال السعدي في تفسيره:

يقول تعالى: { {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} } أي: قاتل الله الذين كذبوا على الله، وجحدوا آياته، وخاضوا بالباطل، ليدحضوا به الحق، الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.

{ {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ } } أي: في لجة من الكفر، والجهل، والضلال، { {سَاهُونَ} }

{ {يَسْأَلُونَ } } على وجه الشك والتكذيب أيان يبعثون أي: متى يبعثون، مستبعدين لذلك، فلا تسأل عن حالهم وسوء مآلهم

{ { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ } } أي: يعذبون بسبب ما انطووا عليه من خبث الباطن والظاهر، ويقال لهم: { {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } } أي: العذاب والنار، الذي هو أثر ما افتتنوا به، من الابتلاء الذي صيرهم إلى الكفر، والضلال، { {هَذَا } } العذاب، الذي وصلتم إليه، هو { {الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } } فالآن، تمتعوا بأنواع العقاب والنكال والسلاسل والأغلال، والسخط والوبال.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن