فإن للذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم

أبو الهيثم محمد درويش

فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ * فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ

  • التصنيفات: التفسير -

{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} :

سنة الله في خلقه أن يعاقب المجرمين بعد إمهالهم مهما طالت المهلة , أما استعجالهم العذاب وتحديهم لخالقهم فما هو إلا غرور ومبالغة منهم في الرسوب في الاختبار.

ويوم القيامة لا منقذ لهم من عذاب الله وعقابه الأليم.

قال تعالى: { {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ * فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} } [الذاريات 59-60]

قال السعدي في تفسيره:

أي: وإن للذين ظلموا وكذبوا  محمدًا صلى الله عليه وسلم، من العذاب والنكال { {ذَنُوبًا } } أي: نصيبًا وقسطًا، مثل ما فعل بأصحابهم من أهل الظلم والتكذيب.

{ {فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} } بالعذاب، فإن سنة الله في الأمم واحدة، فكل مكذب يدوم على تكذيبه من غير توبة وإنابة، فإنه لا بد أن يقع عليه العذاب، ولو تأخر عنه مدة، ولهذا توعدهم الله بيوم القيامة، فقال: { {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} } وهو يوم القيامة، الذي قد وعدوا فيه بأنواع العذاب والنكال والسلاسل والأغلال، فلا مغيث لهم، ولا منقذ من عذاب الله تعالى نعوذ بالله منه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن