الكتابة ضد المتدينين!!
حمزة بن فايع الفتحي
بث مواد الفرقة والشقاق بين ظهراني المجتمع، للزعزعة وتبديل الهوية وصنع تحول مجتمعي جديد، يرحب بالوافد ويأبى التراث والأصالة.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
هكذا وبلا مقدمات، وقد يحترفها، ويقتات عليها أجرا معلوما، إلى أن يبيت وينعته خلانه وقرناؤه، (خبيرا في الخطاب الديني)، أو باحث في الحركات الإسلامية، وهو لا يمهر (حركات النحو).
فيعمد للمهتدين، ناقدا وجارحا وبلا استحياء.
أو قل المطاوعة، أو جموع المستقيمين، وأئمة المساجد، وخطباء الأمة، والهيئات، وكل مظاهر (الإسلام السني).
وقد تظن أنها من باب النقد الموضوعي والسلوك الإنساني المعتاد،أو النقاش العقلي، وهي في أكثرها نقد لصميم الإسلام والضيق بأحكامه، ( {وإذا مروا بهم يتغامزون} ) [سورة المطففين ] .
وتجاوز النقد الكتابي العثرات المعتادة البشرية، ليصبح نقدا احتسابيا ضد السنن والأحاديث الصحاح والسلفية والفضيلة، وبات بلا مبالغة تجاراً في (سوق كتّاب ضد الإسلام).
في حين لا وجود لهم في الكتابة التنموية، ولا النقد المجتمعي، ولا التطوير الحضاري، أو مشاكل الإسكان والبطالة والفقر المتصاعد، ومكافحة الفساد، وظروف ذوي الدخل المحدود، وتئن المطلقات والأرامل فلا مغيث من قلم، ولا سطور من كاتب زاوية يومي.
أرهق الوطن ونفسه بكتابات ضد الدين والهوية والسنن والفضيلة. فمتى يرعوي هؤلاء، ويدركون من هو الخطر الحقيقي.
حربنا في اليمن، وجنود مرابطون، ورعاية للحرمين، واهتمام بسوريا والعراق، وتحالفات جديدة.
وسلمت منهم إيران والسياسات الأمريكية والقصف الروسي، ولم يسلم منهم جماهير الأخيار المتدينين.
ولا همَّ لجمهرة من المثقفين إلا الخطاب الديني ومدارس تحفيظ القرآن، وإسقاط الولاية عن المرأة، وحكم الحجاب والسيارة، وتعاطف تركيا الإسلامي، الخ.
فكيف هؤلاء يفقهون المسار الثقافي، ويدركون أولويات المرحلة، ويخلصون للقضية الوطنية، والتي لا خلاف عليها، وأن الأخطار تهددنا، ومن شرف القلم والكلمة التوحد والكتابة بإنصاف، ( {وإذا قلتم فاعدلو} ا) [سورة الأنعام] . وتقديم المصالح الكبرى على خلافات هامشية، فما الذي يدعو هؤلاء لتقفّي المسار السلبي التشاؤمي والتدميري، والاتجاه للتعكير والتبديل، والسير خلاف التيار والمصلحة والتعاون.
هي عدة أمور:
١) الأساس المرجعي: ليس هو الدين وعقيدته، وتصوراته المبدئية لا تحتكم للأصول الشرعية، فلا يهتم به ولا يحفل، بل تجده حمالا لأفكار مناوئة، ومدارس مشبوهة، تعادي الإسلام، وتستقصد مفاهيمه، استفادها من تشويه مبكّر، أو سفرات مائجة، أو مطالعة سقيمة، ورفقة مضللة.
٢) الهوى التغريبي : والخاضع للفكر الغربي والثقافة الغربية، وتسويدها وتصديرها في مناهجنا ومناحينا، وبسبب الموقف المبدئي من الإسلام وقضاياه والشعور بالهزيمة النفسية يحركون ركابهم تجاه الغرب ومفاهيمه وفلسفته وزيه وشكله على عادة المغلوب في الولع بالغالب! كما قال العلامة ابن خلدون رحمه الله في المقدمة! وفي النص النبوي الشهير( «لتتبِعُن سَنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» ) [أخرجاه] .
3) التصور الخاطئ: عن الإسلام وفقهه ودرسه وحكمته، ويتعامل معه أنه دين روحي رهباني، محله المساجد والزوايا ولا علاقة له بالحضارة والبناء وأصول الحكم والتشريعات ، وهي الفكرة العَلمانية اللعينة، والتي يحاول الغرب بأبنائه وأذنابه ترويجها في العالم العربي والإسلامي، ليعزل الشريعة عن السياسة والحياة، والله يقول ( {قل إن صلاتي ونُسُكِي ومَحْيَاي ومَمَاتِي لله رب العالمين} ) [سورة الانعام] . وقال تعالى ( {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} ) [سورة المائدة ] .
٤) محاكاة الآلة الغربية: الإعلامية والتي تشوه الإسلام ليل نهار، وتسَمه بالإرهاب والتطرف وأن بنيته الفكرية أخرجت داعش والفكر الخارجي التدميري، الذي يقتل الناس بلا هوادة، فيبيت مستمعا كامل الاستماع لآلتهم الإعلامية وبلا فحص أو نقد وتحليل، لينتهي في مستودع الاسلام فوبيا، ونظرية التخويف الديني، مسلِّما لحكمهم، وخاضعا لنظراتهم وتحليلاتهم! إذ الاقوى يصنع ويرتب ونحن نلبس ونستعمل ولا دراية وحذر ( {خذوا حذركم} ) [سورة النساء] .
وهم أرباب فن وصنعة في إيجاد العدو وإبرازه للناس، وصناعة من يشعل التشويه والتلفيق والإساءة كما تلحظ في داعش وأمثالها من المدعوم غربا والمحروس غربا والممكّن غربا.
ولا يزال بعض البلهاء الإعلاميين، ينسبهم للدعوة السلفية، وتراث المملكة وفكرها وتوجهاتها.
وكما قيل:
وإنّ عناء أنّ تفهم جاهلاً
ويحسب جهلا أنه منك أفهمُ .
5) المشكلة الذاتية: من كراهية المتدينين وعدم محبة المطاوعة، والترامي في أحضان الدنيا، سفها وعبثا وسياحة وعلائق محرمة!
كما قال تعالى ( {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} ) [سورة النساء] .
فلا يحب فيهم مثلا:
تدينهم الظاهر الشكلي كلِحى والتزامات سنية.
امتثالهم النصح لذوي التقصير، ويريدون الحياة بلا رقابة ومساءلة.
غيرتهم على الشعائر الدينية.
التثبت في الحلال والحرام ، والتباعد عن الشبهات.
حب الاستمتاع الدنيوي وعدم التثريب عليهم.
وبالتالي فإن شناعة هؤلاء على أمتهم أشبه ما تكون بشناعة المنافقين والطابور الخامس، تحريضا وتشويها، وتفريقا وتقطيعا. ( {وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى} ) [سورة التوبة] . ( {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الاْرض قالوا إنما نخن مصلحون} ) [سورة البقرة] .
ومن ذلك:
فتح الدار للعدو الخارجي وإيجاد الذريعة له ولتهديداته.
استنقاص الإسلام عبر برنامج إعلامي منظم ينتهي إلى شكلية التنفير منه والإسلام فوبيا! تزهيد العوام وإلباسهم الحيرة والصدود من الالتزام الشرعي.
إحلال أفكار علمانية وليبرالية محل النظم الشرعية، والتعلق بكل وافد بلا حسبان.
بث مواد الفرقة والشقاق بين ظهراني المجتمع، للزعزعة وتبديل الهوية وصنع تحول مجتمعي جديد، يرحب بالوافد ويأبى التراث والأصالة.
ومن مصلحة الغرب الصليبي زراعة مثل هذه العناصر لتنتشر بضاعته في يسر وسهولة، وتنعدم المعارضة! ( {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم} ) [سورة المائدة ] .
وبرغم كل ذلك الأمة فطنة لهم ولمسالكهم، وقد مقتهم الناس، ولكننا نحذر السذج، ونأسف لظاهرة استعداء الإسلام والتجارة الكتابية ضده، من بني جلدتنا، وبأسامي إسلامية، فأي خيبة وعار توازي ذلك! والله المستعان!
ومضة/ في أزمنة القمع الغربي تروج بضائع المنافقين والأقلام المقتاتة بمناقضة الإسلام.