بل القرآنُ يحفظه...!

حمزة بن فايع الفتحي

‬قال‭ ‬ابن‭ ‬القيم‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الزاد‭ : ‬أهل‭ ‬القرآن‭ ‬هم‭ ‬العالمون‭ ‬به‭ ‬والعاملون‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يحفظوه‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب،‭ ‬وأما‭ ‬من‭ ‬حفظه‭ ‬ولم‭ ‬يفهمه،‭ ‬ولم‭ ‬يعمل‭ ‬بما‭ ‬فيه،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬أهله،‭ ‬وإن‭ ‬أقام‭ ‬حروفه‭ ‬إقامةَ‭ ‬السهم‭  ..!‬

  • التصنيفات: دعوة المسلمين -

 

  • ‬ما‭ ‬تعلّق‭ ‬بالقرآن‭ ‬متعلّقٌ‭ ‬وحفظه‭ ‬إلا‭ ‬صار‭ ‬له‭ ‬القرآن‭ ‬حافظاً‭ ‬ومعينا،‭ ‬ويعرف‭ ‬من‭ ‬جرّب‭ ‬الطريق‭.‬
  • ‭ ‬قيل‭ ‬للحسن‭ ‬البصري‭ :  ‬فلان‭ ‬يحفظ‭ ‬القرآن‭ ‬،‭ ‬فقال‭ : ‬بل‭ ‬القرآنُ‭ ‬يحفظه‭ !! ‬
  • ‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أسرار‭ ‬الحفظ‭ ‬والرعاية‭ ‬والتوفيق‭ ‬والنصرة‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬يحاط‭ ‬به‭.‬
  • ‭ ‬لكن‭ ‬يعظم‭ ‬حملته‭ ‬بالتدبر‭ ‬وحسن‭ ‬العمل،‭ ‬وتوظيفه‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬والحياة،،‭!‬
  • ‭ ‬قال‭ ‬ابن‭ ‬القيم‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الزاد‭ : ‬أهل‭ ‬القرآن‭ ‬هم‭ ‬العالمون‭ ‬به‭ ‬والعاملون‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يحفظوه‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب،‭ ‬وأما‭ ‬من‭ ‬حفظه‭ ‬ولم‭ ‬يفهمه،‭ ‬ولم‭ ‬يعمل‭ ‬بما‭ ‬فيه،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬أهله،‭ ‬وإن‭ ‬أقام‭ ‬حروفه‭ ‬إقامةَ‭ ‬السهم‭  ..!‬
  • ‭ ‬ووجدتُ‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬كل‭ ‬رعايةٍ‭// ‬ووجدتُ‭ ‬فيه‭ ‬العز‭ ‬والتوفيقا
  • ‭ ‬ولمست‭ ‬فيه‭ ‬منارةً‭ ‬وضاءةً‭// ‬والقلب‭ ‬رقّ‭ ‬لحُسنه‭ ‬ترقيقا
  • ‭ ‬حملتُه‭ ‬علماءُ،‭ ‬اذا‭ ‬اتقوا‭ ‬وأنابوا‭ ‬ونشروه‭ ‬في‭ ‬الناس‭ ‬ {بل‭ ‬هو‭ ‬آيات‭ ‬بينات‭ ‬في‭ ‬صدور‭ ‬الذين‭ ‬أوتوا‭ ‬العلم} ‭  ‬ [سورة‭ ‬العنكبوت] ‭ .‬
  • ‭ ‬يحفظهم‭ ‬حسيا‭ ‬بالسلامة‭ ‬من‭ ‬الاخطار،‭ ‬ويحفظهم‭ ‬معنوياً‭ ‬بالرفعة‭ ‬والتمكين‭ ‬والقبول‭ ‬العام‭  ‬ {يرفعِ‭ ‬الله‭ ‬الذين‭ ‬آمنوا‭ ‬منكم‭ ‬والذين‭ ‬أوتوا‭ ‬العلم‭ ‬درجات} ‭  ‬ [سورة‭ ‬آل‭ ‬عمران] ‭ .‬
  • ‭ ‬يمنح‭ ‬حامله‭ ‬السعادة‭ ‬المبهجة،‭ ‬والحياة‭ ‬الطيبة‭ ‬فتطيب‭ ‬سلوكه،‭ ‬وتزهر‭ ‬أعماله‭ ‬وتصرفاته،‭ ‬فلا‭ ‬مكان‭ ‬للحزن‭ ‬والترح‭ ‬معه،‭ ‬يقول‭ ‬هاشم‭ ‬الرفاعي‭: ‬‏وَيهُدُّني‭ ‬ألمي‭ ‬فأنْشُدُ‭ ‬راحَتي‭ ‬‏في‭ ‬بِضْعِ‭ ‬آياتٍ‭ ‬مِنَ‭ ‬القُرآنِ‭..!‬
  • ‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬حفظ‭ ‬للعقل‭ ‬والصحة‭ ‬والجسد‭ ‬واللسان‭ ‬والبيان‭ ‬يكتنفه‭ ‬الهدى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وتعايشه‭ ‬الموعظة،‭ ‬وتخيم‭ ‬عليه‭ ‬الرحمات‭ ‬وتغشاه‭ ‬البُشريات‭ ... ‬ {وهدى‭ ‬ورحمة‭ ‬للمؤمنين} ‭ ‬ [سورة‭ ‬يونس] ‭.‬
  • ‭ ‬إذا‭ ‬حفظ‭ ‬العبد‭ ‬ربه‭ ‬بكتابه‭ ‬وانتهاجه‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وكتب‭ ‬له‭ ‬أسباب‭ ‬النجاح‭ ‬والتأييد‭ « ‬احفظِ‭ ‬الله‭ ‬يحفظك» ‭ .‬
  • ‭ ‬فيه‭ ‬توحيد‭ ‬ونور‭ ‬وفقه‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬وعلاقات‭ ‬وشرف‭ ‬تجمل‭ ‬صاحبها،‭ ‬ومن‭ ‬تجمل‭ ‬بها‭ ‬جمّله‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬المحافل،‭{وإنه‭ ‬لذكر‭ ‬لك‭ ‬ولقومك‭ ‬وسوف‭ ‬تُسألون} ‭  ‬ [سورة‭ ‬الزخرف] ‭ .‬
  • ‭ ‬يحفظه‭ ‬الصغير‭ ‬واليتيم‭ ‬والبئيس‭ ‬والخامل‭ ‬فيرفعهم‭ ‬الله‭ ‬فوق‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬خلقه‭ .‬ «إن‭ ‬الله‭ ‬يرفع‭ ‬بهذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أقواما‭ ‬ويضع‭ ‬به‭ ‬آخرين» ‭ .‬
  • ‭ ‬أبو‭ ‬العالية‭ ‬رفيع‭ ‬بن‭ ‬مهران‭ _ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬ذ‭ ‬وهو‭ ‬إمام‭ ‬مقرئ‭ ‬حافظ‭ ‬مسند‭ ‬ذ‭ ‬وكان‭ ‬مولى‭ ‬لامرأة‭ ‬ذ‭ ‬يقول‭ : (( ‬كان‭ ‬ابن‭ ‬عباس‭ ‬يرفعني‭ ‬على‭ ‬السرير‭ ‬،‭ ‬فتغامزت‭ ‬بي‭ ‬قريش‭ ‬،‭ ‬فقال‭ ‬ابن‭ ‬عباس‭: (( ‬هكذا‭ ‬العلم‭ ‬يزيد‭ ‬الشريف‭ ‬شرفا‭ ‬،‭ ‬ويُجلس‭ ‬المملوك‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭.‬
  • ‭ ‬يصبح‭ ‬حافظه‭ ‬حجة‭ ‬على‭ ‬الخلق،‭ ‬وعليما‭ ‬بهداياته،‭ ‬وبصيرا‭ ‬بقواعده: {فاسألوا‭ ‬أهل‭ ‬الذكر‭ ‬إن‭ ‬كنتم‭ ‬لا‭ ‬تعلمون} ‭ ‬ [سورة‭ ‬النحل‭ ‬والأنبياء] ‭ .‬
  • ‭ ‬يغرس‭ ‬في‭ ‬أهله‭ ‬الإيمان‭ ‬والصبر‭ ‬والتوكل‭ ‬وقوة‭ ‬اليقين‭ ‬ومكارم‭ ‬الاخلاق،‭ ‬ومعارفه‭ ‬لا‭ ‬تنقضي‭ ‬لمن‭ ‬تدبر‭ ‬وتخلّق‭  ‬ {وإنك‭ ‬لعلى‭ ‬خلق‭ ‬عظيم} ‭ )) ‬قيل‭ ‬أدب‭ ‬القران‭ ‬ووُصف‭ ‬المختار‭ (( ‬كان‭ ‬خُلقه‭ ‬القرآن‭.‬
  • ‭ ‬يسلم‭ ‬حملته‭ ‬الضياع‭ ‬واعوجاج‭ ‬الطريق‭  ‬ {إن‭ ‬هذا‭ ‬القران‭ ‬يهدي‭ ‬للتي‭ ‬هي‭ ‬أقوم}   ‬ [سورة‭ ‬الإسراء] ‭ .‬
  • ‭ ‬يمنح‭ ‬صاحبه‭ ‬قوة‭ ‬عقلية‭ ‬وجسدية‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬ديمة‭ ‬القراءة،‭ ‬وعمق‭ ‬التدبر‭  ‬ {واذكروا‭ ‬الله‭ ‬كثيرا‭ ‬لعلكم‭ ‬تفلحون} ‭ ‬جعلها‭ ‬من‭ ‬وصايا‭ ‬الجهاد‭ .‬
  • ‭ ‬يصلح‭ ‬أسقام‭ ‬القلوب‭ ‬وفساد‭ ‬الأفئدة،‭ ‬فتنطلق‭ ‬في‭ ‬مدارج‭ ‬الروح‭ ‬والربانية‭ ‬والاخلاص،‭ ‬غير‭ ‬مبالية‭ ‬بالدنيا‭ ‬وزخرفها‭ ‬ {هو‭ ‬خير‭ ‬مما‭ ‬يجمعون} ‭  ‬ [سورة‭ ‬يونس] ‭ .‬
  • ‭ ‬يُلبس‭ ‬أتباعه‭ ‬قوةً‭ ‬وهيبة‭ ‬ووقارا،‭ ‬لا‭ ‬تصنعه‭ ‬الأموال‭ ‬ولا‭ ‬الوجاهة‭ ‬ولا‭ ‬القصور‭ ‬المنيفة،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬خاشع‭ ‬ومدمع‭ ‬ساجم،‭ ‬وسلوك‭ ‬مخبت‭ {إنما‭ ‬يخشى‭ ‬اللهَ‭ ‬من‭ ‬عباده‭ ‬العلماء} ‭  ‬ [سورة‭ ‬فاطر] ‭ .‬
  • ‭ ‬يسير‭ ‬مع‭ ‬حامله‭ ‬كالدرع‭ ‬الحصينة،‭ ‬والسلاح‭ ‬المجهز،‭ ‬والبيان‭ ‬القاطع‭ ‬والبرهان‭ ‬الملجم‭ ‬ {برهان‭ ‬من‭ ‬ربكم‭ ‬وأنزلنا‭ ‬إليكم‭ ‬نورا‭ ‬مبينا} ‭  ‬ [سورة‭ ‬النساء] ‭ .‬
  • ‬العيش‭ ‬في‭ ‬ظلاله‭ ‬والاستغناء‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬الخلق،‭ ‬والانكفاء‭ ‬عليه‭ ‬تلاوة‭ ‬وتدبرا‭ ‬وفهما‭ ‬واستذكارا،‭ ‬يورث‭ ‬صاحبه‭ ‬المنازل‭ ‬العاليات‭ ‬والتاج‭ ‬الروحي‭ ‬ {قد‭ ‬أفلح‭ ‬من‭ ‬زَكَّاهَا} ‭  ‬ [سورة‭ ‬الشمس] ‭ .‬
  • ‭ ‬ما‭ ‬يُجمع‭ ‬في‭ ‬تدبره‭ ‬وتعلمه‭ ‬أضعاف‭ ‬ما‭ ‬يُحصل‭ ‬من‭ ‬علوم‭ ‬أخرى،‭ ‬ولذلك‭ ‬تأسف‭ ‬غير‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأبرار‭ ‬المتقين‭ ‬عن‭ ‬انشغالهم‭ ‬ببعض‭ ‬العلوم‭ ‬كابن‭ ‬تيمية‭ ‬وغيره‭.‬
  • ‭ ‬نقل‭ ‬أهل‭ ‬السير‭: ‬لما‭ ‬غُسِّل‭ ‬أبو‭ ‬جعفر‭ ‬يزيد‭ ‬بن‭ ‬القعقاع‭ ‬القارئ‭ ‬المشهور،‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭ ‬نظروا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬نحره‭ ‬إلى‭ ‬فؤاده‭ ‬مثل‭ ‬ورقة‭ ‬المصحف،‭ ‬قال‭: ‬فما‭ ‬شكَّ‭ ‬من‭ ‬حضره‭ ‬أنَّه‭ ‬نور‭ ‬القرآن‭ .‬
  • اللهم‭ ‬ارفعنا‭ ‬بالقرآن‭ ‬واحفظنا‭ ‬به،‭ ‬واجعلنا‭ ‬به‭ ‬هداة‭ ‬مهتدين‭...‬