ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون

أبو الهيثم محمد درويش

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ

  • التصنيفات: التفسير -

{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} :

يطوف على أهل الرضا والإيمان في الجنة  خدم لهم كأنهم لؤلؤ مكنون من شدة البهاء تكريما لأهل الإيمان والتقوى , وأقبل المؤمنون إلى بعضهم يتذكرون خوفهم ووجلهم من الله في الدنيا وابتغاءهم لمرضاته وابتعادهم عن مساخطه , ويتبادلون التهاني بالفوز العظيم والنجاة من العذاب الأليم فرحين بثباتهم على الإيمان مستبشرين برحمة الله وبره وإحسانه.

{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [ الطور 24-27]

قال السعدي في تفسيره:

{ {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ} } أي: خدم شباب { {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} } من حسنهم وبهائهم، يدورون عليهم بالخدمة وقضاء ما يحتاجون إليه  وهذا يدل على كثرة نعيمهم وسعته، وكمال راحتهم.

{ {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} } عن أمور الدنيا وأحوالها. { {قَالُوا } } في  بيان الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الحبرة والسرور: { {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ } } أي: في دار الدنيا { {فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} } أي: خائفين وجلين، فتركنا من خوفه الذنوب، وأصلحنا لذلك العيوب.

{ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا } بالهداية والتوفيق، { {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} } أي: العذاب الحار الشديد حره.

{ {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ } } أن يقينا عذاب السموم، ويوصلنا إلى النعيم، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة أي: لم نزل نتقرب إليه بأنواع القربات  وندعوه في سائر الأوقات، { { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} } فمن بره بنا ورحمته إيانا، أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن