وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم
أبو الهيثم محمد درويش
وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى
- التصنيفات: التفسير -
{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا} :
كل من ادعى أنه يعبد شيئاً ليقربه من الله أو يشفع له عنده فالله تعالى لا يقبل شفاعة إلا بإذنه ثم رضاه عن المشفوع له , والله لا يرضى عن الشرك والمشركين , فأي شفاعة ترتجي إذا ما تقدم الشرك بين يديها ؟؟؟
من أراد أن ينال شفاعة فليتقدم إلى الله بعمل صالح , لا شرك فيه كبير ولا رياء ولا نصيب لغير الله , مع موافقة العمل لشريعة الله , فالعمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً لله صواباً موافقاً لشرعه.
قال تعالى:
{ {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } } [النجم 26]
قال السعدي في تفسيره:
يقول تعالى منكرا على من عبد غيره من الملائكة وغيرهم، وزعم أنها تنفعه وتشفع له عند الله يوم القيامة: { { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ } } من الملائكة المقربين، وكرام الملائكة، { { لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا } } أي: لا تفيد من دعاها وتعلق بها ورجاها، { { إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } } أي: لا بد من اجتماع الشرطين: إذنه تعالى في الشفاعة، ورضاه عن المشفوع له. ومن المعلوم المتقرر، أنه لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجه الله، موافقا فيه صاحبه الشريعة، فالمشركون إذا لا نصيب لهم من شفاعة الشافعين، وقد سدوا على أنفسهم رحمة أرحم الراحمين.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن