ما قل ودل من كتاب " المحتضرين " لابن أبي الدنيا

أيمن الشعبان

قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ عِنْدَ وَفَاتِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي وَإِنْ كُنْتُ إِذْ كُنْتُ أَعْصِيكَ، أَنِّي أُحِبُّ فِيكَ مَنْ يُطِيعُكَ.

  • التصنيفات: الموت وما بعده -

 

 

قال عثمان: إِذَا احْتُضِرَ الْمَيِّتُ فَلَقِّنُوهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ يُخْتَمُ لَهُ بِهَا عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا كَانَتْ زَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ.

ص20

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: احْضُرُوا مَوْتَاكُمْ وَذَكِّرُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لَا تَرَوْنَ، وَلَقِّنُوهُمْ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.

ص22

قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا أُحِبُّ أَنَّ حِسَابِي جُعِلَ إِلَى وَالِدَتِي، رَبِّي خَيْرٌ لِي مِنْ وَالِدَتِي.

ص36

قال الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ أَبِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: يَا مُعْتَمِرُ، حَدِّثْنِي بِالرُّخَصِ، لَعَلِّي أَلْقَى اللَّهَ وَأَنَا حَسَنُ الظَّنِّ بِهِ.

قال إِبْرَاهِيمُ بنُ يزيد: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُلَقِّنُوا الْعَبْدَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ لِكَيْ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ.

ص39

لَمَّا حَضَرَتْ عمر الْوَفَاةُ قَالَ: لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الْأَرْضِ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ.

قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: لَوْ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لَافْتَدَيْتُ بِهَا مِنَ النَّارِ، وَإِنْ لَمْ أَرَهَا.

ص55

قَالَ عليٌّ لَمَّا ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.

ص60

لَمَّا نَزَلَ بِمُعَاوِيَةَ الْمَوْتُ قَالَ: لَيْتَنِي كُنْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ بِذِي طِوَى، وَأَنِّي لَمْ أَلِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا.

ص73

قال بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ سُلَيْمَانُ بن عبد الملك أَنْ قَالَ: أَسْأَلُكَ مُنْقَلَبًا كَرِيمًا. ثُمَّ قَضَى.

ص80

لَمَّا احْتُضِرَ الْمُعْتَصِمُ جَعَلَ يَقُولُ: ذَهَبَتِ الْحِيَلُ، لَيْسَتْ حِيلَةٌ، حَتَّى أُصْمِتَ.

ص88

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فِي مَرَضِهِ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي عَبْدٌ لِرَجُلٍ مِنْ تُهَامَةَ أَرْعَى غُنَيْمَاتٍ فِي جِبَالِهَا وَأَنِّي لَمْ أَلِ.

ص90

قال عَمْرَو بْنُ الْعَاصِ فِي الْمَوْتِ: اللَّهُمَّ لَا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ، وَلَا ذُو بَرَاءَةٍ فَأَعْتَذِرَ، اللَّهُمَّ إِنِّي مُقِرٌّ، مُذْنِبٌ، مُسْتَغْفِرٌ.

ص94

احْتُضِرَ بَعْضُ الْمُلُوكِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا مَنْ لَا يَزُولُ مُلْكُهُ ارْحَمْ مَنْ قَدْ زَالَ مُلْكُهُ.

ص100

قَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ لِأَهْلِهِ: لَا تَبْكُوا عَلَيَّ، فَمَا تَنَطَّفْتُ بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ.

ص115

قال الْحَسَنُ: لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ اسْتَرْجَعَ، وَأَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ فَحَرَّكَهَا وَقَالَ: هَذِهِ مَنْزِلَةُ صَبْرٍ وَاسْتِسْلَامٍ.

ص116

لَمَّا احْتُضِرَ الرَّبِيعُ بَكَتِ ابْنَتُهُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ لَا تَبْكِي، وَلَكِنْ قُولِي: يَا بُشْرَى، الْيَوْمَ لَقِيَ أَبِي الْخَيْرَ.

ص120

لَمَّا حَضَرَتْ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ الْوَفَاةُ، قِيلَ لَهُ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: أَشْتَهِي رَجُلًا مُوقِنًا بِالْقُرْآنِ يَقْرَأُ عَلَيَّ.

ص127

قال خَصِيفٌ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَيَمُرُّ مَلَكُ الْمَوْتِ إِذَا أَتَانَا. اللَّهُمَّ عَلَى مَا فِيَّ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ وَأُحِبُّ رَسُولَكَ.

ص129

دَخَلُوا عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ كَانَ دُءُوبُ أَبِي يَحْيَى.

ص144

لَمَّا حُضِرَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، جَعَلَ يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ وَاللَّهِ تَفْرِيطِي فَبَكَيْتُ.

ص149

لَمَّا احْتُضِرَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ بَكَى؛ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " أَنْتَظِرُ رُسُلَ رَبِّي: إِمَّا لِجَنَّةٍ وَإِمَّا لِنَارٍ.

ص151

لَمَّا حَضَرَ أبا خليفة الْمَوْتُ بَكَى؛ فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكَانِي - وَاللَّهِ - لَبْثُ الْوُجُوهِ فِي التُّرَابِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ.

153

قال عَبْدُ الْأَعْلَى التَّيْمِيَّ لِجَارٍ لَهُ وَقَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: أَكْثِرْ مِنْ جَزَعِكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَأَعِدَّ لِعَظِيمِ الْأُمُورِ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ.

ص154

بَكَى الْأَعْمَشُ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وَأَنْتَ تَبْكِي عِنْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْبُكَاءِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي؟

ص156

لَمَّا حَضَرَتْ نافعاً الْوَفَاةُ جَعَلَ يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ سَعْدًا وَضَغْطَةَ الْقَبْرِ.

ص171

نَظَرَ يُونُسُ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَى قَدَمَيْهِ، فَبَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ أَنَّهُمَا لَمْ تَغْبَرَّا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.

قِيلَ لِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ: أَوْصِ، قَالَ: أُنْذِرُكُمْ سَوْفَ.

ص172

مَرِضَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمَرْتَ بِشَيْءٍ يَعْقِدُ الْبَطْنَ؟ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَا أُرِيدُ التَّنَعُّمَ فِي بَطْنِي، وَلَا فَرْجِي.

ص203

قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَقَدِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ - يَعْنِي الْمَوْتُ -: اخْنُقْ خَنْقَكَ، إِنَّ قَلْبِي لَيُحِبُّكَ.

ص204

لما دخلوا عَلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ يعودونه فِي مَرَضِهِ قَالَ: مَا أَكْرَهُ لِقَاءَ رَبِّي.

ص206

قَالَ بِلَالٌ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةَ، مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ، قَالَ: تَقُولُ امْرَأَتُهُ: وَاوَيْلَاهُ قَالَ: يَقُولُ: وَافَرْحَاهُ.

ص207

عَنْ أَبِي حُمَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا غَرِقَ فِي نَهَرِ بَلْخٍ وَهُوَ يَقُولُ: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت: 12] حَتَّى مَاتَ.

ص219

عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: شَهِدْتُ أَبِي عِنْدَ الْمَوْتِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا تَبْكِي؟ فَمَا أَتَى أَبُوكَ فَاحِشَةً قَطُّ.

دُخِلَ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: بَعْدُ لَمْ يُكْشَفِ الْغِطَاءُ.

ص228

لَمَّا حُضِرَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَكَانَ أَمِيرُ فِلَسْطِينَ - جَعَلَ يَقُولُ: يَا وَيْحَكُمُ الْمَوْتَ.

جَاءَ مُؤَذِّنُ الْجُنَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْإِمْرَةِ، فَقَالَ: يَا لَيْتَهَا لَمْ تُقَلْ لَنَا.

230

قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ عِنْدَ وَفَاتِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي وَإِنْ كُنْتُ إِذْ كُنْتُ أَعْصِيكَ، أَنِّي أُحِبُّ فِيكَ مَنْ يُطِيعُكَ.

ص232

لَمَّا احْتُضِرَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جَعَلَ يَقُولُ: وَاسَوْءَتَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ.

ص237

قِيلَ لَلْأَنْصَارِيِّ فِي مَرَضِهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي - وَاللَّهِ - عَلَى أَرْضِ حَيَاتِي لِمَوْتِي.

ص239

احْتُضِرَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: لَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا؛ فَقَدْ غَرَّتْنِي.

قال أَبُو مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: سَخِرَتْ بِيَ الدُّنْيَا حَتَّى ذَهَبَتْ أَيَّامِي.

ص241