الدين في عصر التغريب
ملفات متنوعة
ويعلو صوت من لا يكون له عمل سوى مهاجمة الدين؛ فبدعوى حرية التفكير وتجديد الخطاب الديني، يسعى هؤلاء إلى الطعن في أركان الإسلام وثوابته، بل في القرآن الكريم والحديث الصحيح!
- التصنيفات: مذاهب فكرية معاصرة -
في عصر التغريب، تندرس معالم الدين، حتى يصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا! وتتوه معالم الحق، فيستحيل باطلا، كما يغدو الباطل حقا بين كثير من الناس!
وتنسلخ طوائف كاملة من الشعوب، فتنسى دينها جملة ولا تلقي له بالا! ونشاهد ذلك في أجيال تسرع إلى الإلحاد، أو تتبنى الفكر العلماني أو الشيوعي الذي يحصر الدين في الطقوس والتمائم وبين جدران المساجد وعلى أرفف الكتب المتربة!
ويعلو صوت من لا يكون له عمل سوى مهاجمة الدين؛ فبدعوى حرية التفكير وتجديد الخطاب الديني، يسعى هؤلاء إلى الطعن في أركان الإسلام وثوابته، بل في القرآن الكريم والحديث الصحيح!
ويكثر بين مدعي التدين التمسك بالمظهر والقشور، على حساب الجوهر والمضمون! كما يكثر بينهم تكبير الصغير وتصغير الكبير من تعاليم الدين! فنرى من يتمسك بالمظهر الديني، ولكن عندما يختبر بواقع المعاملة والتجربة، نجده صفرا!
ونرى من يجعل الفروع أصولا ومبادئ، ومع ذلك، فإنه يتهاون بما عظم من صلب التعاليم وجوهر المبادئ. ونرى من يهتم لجانب أو أصل واحد، وينسى ما بقي من جوانب وأصول!
وتكثر الشعارات الزائفة، والزعامات المزورة، والقول دون عمل، والعمل دون إخلاص، ويتكرر زيف الأقنعة، وتزداد قسوة القلوب، وتضيع الأمانة، وتندر النصيحة، ويعاني المخلصون، ويفوز المفسدون، ويظهر المتسلقون، ويتكاثر المتزلفون، كما يكون الحرام سهلا ميسورا، والحلال شاقا معسورا!
ومع احتدام سعار ذلك التغريب المجنون، تبقى سرج منيرة؛ تهدي الحيارى، وتنير ظلمة الدجى، وتبهج الأرواح الطاهرة، والنفوس البريئة، وتأخذ بالأيدي الممدودة، فتعين ذا الحاجة، وتصدع بالحقيقة.
هاني مراد