الليبراليون والقدح في أئمة السلف

ملفات متنوعة

مارس أرباب هذا الفكر وأساطينه أساليب متنوعة, واتخذوا طرائق متعددة, لهدم الأصول, وهز الثوابت, والتشكيك بالمسلمات

  • التصنيفات: مذاهب فكرية معاصرة -

الليبراليون والقدح في أئمة السلف والزعم بأنهم سبب رئيس للغلو والتكفير:


عبد الله بن بجاد في مقال له بعنوان: "الذاكرة التراثية العوراء" يطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ويتهمه بالتناقض, حيث يقول: "ويقال لمن خرج عن موجب الإنسانية في الأخلاق ونحوها: هذا ليس بآدمي ولا إنسان, ما فيه إنسانية.....   .
وانظر - يا رعاك الله – إلى منصور النقيدان كيف يتهجم بأسلوب ساخر مقذع على أئمة الإسلام من حيث اتهامهم بالتناقض والقلق وهو في الحقيقة أولى الناس بهذه الصفات؟!:
قال: "إنه نشر مقالا عن محنة خلق القرآن, قال وذكرت فيه الموقف المتناقض لأحمد بن حنبل كيف كفر ابن أبي دؤاد, وتغاضى عن المأمون. اهـ. وقال في إحدى الإجابات: وما قرأت ما قاله أحمد بن حنبل لعبد الرحمن بن ميمون: إياك أن تقول بمسألة ليس لك فيها إمام", ما قرأته إلا قلت, يا حسرة على العقول. ا. هـ.   .
وقال عن ابن تيمية – رحمه الله – في إحدى الإجابات: "وابن تيمية نفسه من الشخصيات القلقة التي عرفها تراثنا الفكري والديني"   .
ثم قال: "وإن هناك آثارا ومظاهر أزمة روحية كانت تلم به" ا.هـ.   .
إنكار قضية سد الذرائع, والتشنيع على من يقررها من المتقدمين والمتأخرين من أهل العلم.
الهجوم على مناهج التعليم الشرعية في السعودية:
شن الكاتب الليبرالي (محمد بن علي المحمود) هجوما ضاريا على المقررات الشرعية في المنهج التعليمي في المملكة, وذلك في مقال طويل له بعنوان "مفهوم التسامح, 2-2"   .
دعوتهم للحرية بمفهومها المنحرف:
يقول منصور النقيدان: "أعتقد أن الحل يمكن في أن يكون هناك حرية, وأن يطرح الجميع ما لديهم"   .
نقد الثوابت والتشكيك فيها:
مارس أرباب هذا الفكر وأساطينه أساليب متنوعة, واتخذوا طرائق متعددة, لهدم الأصول, وهز الثوابت, والتشكيك بالمسلمات تحت مظلة (العلمية والموضوعية, والتجرد, والحيادية, والنقد الذاتي, والتصحيح والنصيحة, والإنصاف والعدل), وبدعوى (نسبية الحقيقة) وعدم امتلاك أحد للحقيقة المطلقة.
إذاً فما هي الثوابت, وما ذا يراد بها؟ وما مجالها؟ وهل هي ميدان فسيح يصلح للتطوير أو الاجتهاد؟
الثوابت هي: القطعيات ومواضع الإجماع التي أقام الله بها الحجة في كتابه, أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم والتي لا يحل فيها الاختلاف, ويضاف إلى ذلك بعض الاختيارات العلمية الراجحة التي تمثل مخالفتها نوعا من الشذوذ أو الزلل"   .
قال الشافعي رحمه الله: "كل ما أقام الله به الحجة في كتابه أو على لسان نبيه منصوصاً بينا لم يحل الاختلاف فيه لمن علمه"   .
وهي التي يسميها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الشرع المنزل وهو ما شرعه الله ورسوله من الأقوال والأعمال مما ليس للاجتهاد فيه مجال. وحقيقته: اتباع الرسول والدخول تحت طاعته, واتباع هذا الشرع واجب, وليس لأحد إلا التسليم والإذعان كما قال تعالى:  {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا}  [الأحزاب:36].
وقال جل وعلا :  {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}  [النساء:65].
...ومجال هذه الثوابت إنما يكون في كليات الشريعة ومسائل العقيدة وأصول الفرائض وأصول المحرمات وأصول الفضائل والأخلاق, وأبرز ميادينها: العقائد والعبادات والأخلاق وأصول المعاملات   .
وتأسيسا على هذه المعرفة الكلية الواضحة لمصطلح الثوابت, وانطلاقا من تحديد مجالات الثوابت وميادينها نأتي الآن لذكر الشواهد والأمثلة الكلية والجزئية من كتابات العصرانيين التي توضح للقارئ الكريم حجم التشكيك والنقد الذي طال الثوابت من جهتهم وهم يعبرون عنها تارة بالمسلمات, وتارة بالحتميات, وتارة بالمعرفة الأولى..إلخ, وهي دعوة خطيرة تكشف عن حقيقة ما يطرحونه من فكر.
ذكر الشواهد والأمثلة الكلية العامة:
 أ- خالص جلبي يدعو إلى أن يتجاوز العقل نطاق الثوابت الدينية ويقفز عليها, فيقول: 
"المواطن العربي اليوم محاصر في مثلث من المحرمات, بين الدين والسياسة والجنس, كل ضلع فيه يمثل حاجزا شاهقا لا يستطيع أفضل حصان عربي شيق, أن يقفز إلا بالقفز إلى الإعدام, فأما حائط الدين يطل مفهوم الردة, وأما جدار السياسة يبرز مصطلح الخيانة. وعند حافة الجنس تشع كل ألوان الحرام والعيب, فالعقل مصادر ومؤمم وملغى حتى إشعار آخر" ثم يدعو إلى ثورة عقلية: "لا بد من تدريب عقولنا على النقاش والجدل, وذلك بفتح طرقا عصبية رائدة, فالعقل النقدي حي والعقل النقلي ميت"   .
ب- المحمود يشن هجوما ضاريا على الثوابت تحت مسمى (الحتميات):
يقول: "لا أريد أن أتحيز إلى تهميش الحتميات, بقدر ما أريد التأكيد على قدرة الإرادة الإنسانية على تجاوزها والتحرر منها مع الإقرار بنسبية هذا التحرر منها تحقيقا لتحرر الإرادة الإنسانية مما سوى الإنساني..."   .
ج- يوسف أبا الخيل ينتقد الثوابت تحت مسمى (النظام المعرفي) ويدعو إلى فتح مجال الشك أمام العقل الناقد بدعوى (نسبية الحقيقة):
هـ - يقول عبد الله بن بجاد العتيبي: "إذا فلا بد كمنطلق لعملية التنوير والإصلاح أن يدخل الشك في آلية العقل العربي الإسلامي الحالي أن يشك في قضية جوهرية وهي هل هو قادر على العمل الآن؟ هل آلياته ومناهجه ومنظومته المعرفية صالحة للتعامل مع الزمن الراهن"   .
و- يقول مشاري الزايدي في مقال له بعنوان: "وصية الغامدي: انج سعد.. فقد هلك سعيد: ولذلك فإن الحديث الذي لا معنى له عن حماية الثوابت, إن هو إلا فرضية ترفية لا تملك وجودًا حقيقيا في دنيا النقد التاريخي كثير من المفاهيم حورت, وشذبت, وتعرضت لإعادة تعبئة, طبقاً للمتغيرات الموضوعية, الإنسان هو من ينتج الفكر, وليس الفكر من يصنع الإنسان, حتى وإن توهم العقائديون الأشداء ذلك!"