كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر

أبو الهيثم محمد درويش

كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

  • التصنيفات: التفسير -

{كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} :

مثلهم مثل غيرهم من المكذبين المعاندين , كذبت عاد رسولها هوداً , فأمهلهم الله فلما أصروا أهلكهم بريح صرصر عاتية , تنزعهم من على الأرض حتى أصبحوا كجزوع النخل الساقط اليابس الذي بدى و كأنما لم يذق النماء يوماً.

فهل اعتبر كل معاند مبتعد عن طريق الله وشريعته ومنهج رسله؟؟؟

ولقد يسر الله تعالى رسالته الأخيرة وكتابه الخاتم لكل متدبر حتى يتعظ ويتذكر ويحذر من الوقوع فيما وقع فيه السابقون , فاللهم ارزقنا حسن الاتباع والطاعة والعمل بما فيه وحسن الخواتيم.

قال تعالى :

{ {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ * تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } } [القمر 18-22]

قال السعدي في تفسيره :

{ وعاد } هي القبيلة المعروفة باليمن، أرسل الله إليهم هودا عليه السلام يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته، فكذبوه، فأرسل الله عليهم { {رِيحًا صَرْصَرًا } } أي: شديدة جدا، { {فِي يَوْمِ نَحْسٍ} } أي: شديد العذاب والشقاء عليهم، { {مُسْتَمِرٍّ} } عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما.

{ {تَنْزِعُ النَّاسَ} } من شدتها، فترفعهم إلى جو السماء، ثم تدفعهم بالأرض فتهلكهم، فيصبحون { {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ } } أي: كأن جثثهم بعد هلاكهم مثل جذوع النخل الخاوي الذي أصابته  الريح فسقط على الأرض، فما أهون الخلق على الله إذا عصوا أمره

{ {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } } كان والله العذاب الأليم، والنذارة التي ما أبقت لأحد عليه حجة، { {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } } كرر تعالى ذلك رحمة بعباده وعناية بهم، حيث دعاهم إلى ما يصلح دنياهم وأخراهم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن