يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شواظ من نار ونحاس فلا تنصران
أبو الهيثم محمد درويش
يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
- التصنيفات: التفسير -
{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} :
لا يعرج إلى أقطار السماوات العليا أحد إلا بإذن الملك سبحانه , ومن سولت له نفسه التحدي فليحذر لهيب النار والنحاس المقذوف , فلا ينتصر إلا من أذن الله له ولا تتحرك ساكنة في ملكوته إلا بإذنه , فالإنسان فقير إلى ربه ضعيف بنفسه قوي بالله فقط.
اغتر البشر بسباحتهم في سماء الدنيا وظنوا أنهم ملوكها وهم حتى يومنا هذا لم يصلوا إلى مجرد رؤية نهاية السماء الدنيا فقط وهي مستمرة الامتداد في مسافات وأجرام لا يملك الإنسان أمامها إلا العجز والتسليم لخالقها فما بالنا بباقي السماوات السبع والمسافات بين كل سماء وما تليها.
في النهاية أنت مخلوق ضعيف فقير والله هو القوي العزيز فكن من جنده ولا تتكبر.
قال تعالى :
{ { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} } [الرحمن 35-36]
قال السعدي في تفسيره:
ثم ذكر ما أعد لهم في ذلك الموقف العظيم فقال: { { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شواظ من نار } } أي: يرسل عليكما لهب صاف من النار.
{ {ونحاس} } وهو اللهب، الذي قد خالطه الدخان، والمعنى أن هذين الأمرين الفظيعين يرسلان عليكما يا معشر الجن والإنس، ويحيطان بكما فلا تنتصران، لا بناصر من أنفسكم، ولا بأحد ينصركم من دون الله.
ولما كان تخويفه لعباده نعمة منه عليهم، وسوطا يسوقهم به إلى أعلى المطالب وأشرف المواهب، امتن عليهم فقال: { فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن