الشيخ حافظ سلامة والشيوخ
ممدوح إسماعيل
الشيخ المجاهد الكبير حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، رمز
من قمم رموز الحركة الإسلامية والعمل الوطني في مصر، وجهاده في معركة
السويس مع اليهود في حرب العاشر من رمضان ساطع كضوء الشمس في تاريخ
النضال والمقاومة..
- التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة -
الشيخ المجاهد الكبير حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، رمز من قمم رموز الحركة الإسلامية والعمل الوطني في مصر، وجهاده في معركة السويس مع اليهود في حرب العاشر من رمضان ساطع كضوء الشمس في تاريخ النضال والمقاومة الشعبية، ومنجزات جمعية الهداية في العمل لدين الله ساطعة في كل مجال، ورغم السن الكبير كان الشيخ حافظ سلامة هو القائد الثائر المجاهد في ثورة 25 يناير، وكانت السويس بقيادته من أهم أسباب صمود وقوة ثورة 25 يناير، وبعد نجاح الثورة وسقوط الظلم والطغيان عاد الشيخ إلى مسجد النور يراوده الحنين إلى عودة ذلك المسجد الشامخ الذي اغتصبته الأوقاف عنوة ليكون قبراً للطاغية مبارك وتكون خطبة الجمعة فيه حفلة نفاق لحسنى مبارك..
ومسجد النور له تاريخ شامخ فقد عرفته وأنا طالب بالثانوية، وكان المسجد عبارة عن أساس الدور الأول وأعمدة فقط، ويحاضر فيه قمم الدعوة الإسلامية مثل الشيخ الغزالي والشيخ صلاح أبو إسماعيل وغيرهم من قمم الدعوة الإسلامية، وخرَّجت مدرسة الدعوة في مسجد النور آلاف من شباب الصحوة الإسلامية، وكان للمسجد يوم مشهود في عام 1985 عندما دعا الشيخ حافظ سلامة للمسيرة الخضراء المليونية الأولى في مصر للدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية، ولكن الطاغية مبارك غاظه نشاط المسجد فأمر جحافل الطغيان وكلاب الحراسة بالاستيلاء على المسجد وقد كان، ولكن ثورة 25 يناير أسقطت الطاغية وصروح الظلم التي أقامها ولكن الواقع أن للظلم قواعد مازالت موجودة بقوة بيننا..
وكافح الشيخ حافظ سلامة بعد الثورة لعودة المسجد لجمعية الهداية صاحبة الأرض والمسجد، وقد حصل مسبقاً على أحكام نهائية بعودة المسجد، وتمت مفاوضات كثيرة مع الأوقاف وقيادات من المجلس الأعلى كلها تقر بحق جمعية الهداية والشيخ حافظ في المسجد، ولكنها لا تجرؤ على إرجاع الحق والمسجد كمنارة للدعوة قيل بسبب تدخل السفيرة الأمريكية، وطلبها من وزارة الأوقاف التمسك بالمسجد..
لكن الأهم الذي استوقفني بشدة أن الشيخ حافظ الذي فتح المسجد منذ تأسيسه للدعوة والدعاة، حتى بعد الثورة صعد بالشيخ محمد حسان وغيره من الدعاة إلى منبر المسجد ليدعوا إلى الله، لكن مع تعنت السلطة في عودة الحق لجمعية الهداية والشيخ حافظ سلامة لم أرى مع الشيخ حافظ الذي بلغ التسعين من العمر مجاهداً مناضلاَ، لم أجد معه أحد من الشيوخ، كل من معه من الشباب وعوام المسلمين أما شيوخ الدعوة والفضائيات فلا أكاد أسمع لهم همساً بجانبه، رغم أن تدخلهم بكلمة حق في كل وسيلة إعلامية سيكون له تأثير لكن موقفهم مريب، كأنهم أرادوا أن يبتعدوا عن مشاكل مسجد النور طالما أنهم مستريحين بمساجد ومنابر أخرى، وتركوا الشيخ الكبير وحيداً يصارع الباطل ويقاوم من أجل حق مسجد النور أن يكون منبراً للحق..
ويزداد حزني عندما أرى الشيخ الكبير يكاد يسقط من التعب ويستند على من حوله ولا أرى فيهم شيخاً من أصحاب الأسماء الذين كلهم كانوا صغاراً، أولم يولدوا عندما كان الشيخ يجاهد ويناضل من أجل الحق والدعوة الإسلامية؟!
وأقول لهؤلاء وللجميع كم من شيخ مر على حياة الشيخ حافظ سلامة! بلا شك كثيرين جداً لكن بقى قلة تعرفهم الناس، وبقى الشيخ حافظ سلامة قامة كبيرة ورمز احترمته مصر كلها، حتى أعدائه بسبب صموده وتمسكه بالحق وإخلاصه لله فلم يرد من دعوته دنيا يصيبها، فمازال الشيخ حافظ سلامة لم يتزوج حتى واحدة وليس أربعة، عاش زاهداً مضحياً بحياته كلها لله، ملابسه هي هي بدلته القديمة وطربوشه لم يتغير، لم يلبس أفخر الثياب، ولا يتجمل بأفضل العطور، إنما لبس ملابس التقوى وتعطر بعطر الإخلاص فأحبه كل الناس وظل صامداً قوياً وسط أمواج الفتن والبلاء كالمنارة الساطعة تهدى الحيارى في الظلمات إلى حتمية التمسك بالحق والصبر عليه..
ومازلت أنظر إلى الشيخ وهو واقف كالجبل الشامخ وحيداً في مسجد النور، وأمسك دموعًا تحاول أن تقفز إلى عيني وأنا أرى الشيخ بلا رفيق من شيوخ الدعوة بجانبه في معركة الحق من أجل عودة مسجد النور، وأحد الضباط بجانبي يهمس في اللاسلكي يقول لرؤسائه: لا أحد معه حوالي خمسين يافندم، وأقول طوبى للغرباء يا شيخ حافظ صامد وحدك بفضل الله كأنك من جيل الصحابة الكرام وحدكُ أمة..
وأقول في نفسي لو أن الشيخ محمد حسان قال لأتباعه اذهبوا وكونوا مع الشيخ حافظ سلامة/ ولم يذهب هو حتى إلى المسجد، أو الشيخ محمد عبد المقصود أو الشيخ ياسر برهامي أو غيره من الشيوخ ممن نحسبهم على خير لكان موقف الشيخ أقوى بلا شك بملايين حوله ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأخيراً أقول هل لو عاد مسجد النور لجمعية الهداية وللشيخ حافظ سلامة ماذا سيكون موقف الشيوخ ألا يتسارعون للخطابة والدروس في المسجد!!!!
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
عضو مجلس نقابة المحامين
وكيل مؤسسي حزب النهضة المصري
[email protected]
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام