المعركة الكبرى كما وصفها نبيل خليفة
ملفات متنوعة
ويضيف الكاتب أن تحالف الأقليات الشيعية في مواجهة الأكثرية العربية السنية مشروع مجازر للمستقبل، وأن أفضل خيار هو العمل لترويض الصراعات لقيام تفاهم تاريخي بين الأقليات والأكثرية يكون فيه الحل لصالح الجانبين
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
أحمد أبو دقة:
في كتاب بعنوان «استهداف أهل السنة» نشره الكاتب الماروني اللبناني نبيل خليفة عام 2014م يقول: إن أهل السنة اليوم في مواجهة العالم المسيحي والعالم اليهودي والعالم الشيعي والعالم الهندي والعالم الصيني، وإن الكتل السنية التي تمثل 1.4 مليار نسمة أصبحت على تماس ومواجهة وصراع مع جميع الكتل الأخرى، والسبب يذكره أحد أبرز عرَّابي السياسة الأمريكية الخارجية اليهودي برنارد لويس، إذ يقول: «بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م أصبح المسلمون كتلة بديلة عن الاتحاد السوفيتي في صراع القطبين، وما يجري من تحولات جذرية ودراماتيكية يأتي سياق إستراتيجية إقليمية كونية لها ثلاثة أهداف: أولها إزاحة النفوذ السني واستبداله بنفوذ إيراني شيعي، وثانيها دمج إسرائيل كجسم طبيعي في المنطقة ضمن دولة كنفدرالية، وثالثها السيطرة على نفط العراق»، وينقل الكتاب عن إيف لاكوست: «المسلمون فخورون بعظمة دينهم، وهم يرون أن وحدة أمتهم ستجعل منها واحة التقدم ومركز جيوبوليتيكيا يؤثر على البشرية كلها»، لذلك نجد هذه الكتل تدعم الشيعة وتتحالف لـ«أبلسة السنة» وتحاول تشويههم.
ويضيف الكاتب أن تحالف الأقليات الشيعية في مواجهة الأكثرية العربية السنية مشروع مجازر للمستقبل، وأن أفضل خيار هو العمل لترويض الصراعات لقيام تفاهم تاريخي بين الأقليات والأكثرية يكون فيه الحل لصالح الجانبين على السواء في ظل تحكيم العقل واستبعاد العنف والتزام مصلحة الجماعة لا مصالح القوى الدولية الساعية إلى إضعاف المسلمين بإذكاء الفتنة بينهم.
ويختم نبيل خليفة كتابه بخلاصة، قائلاً: «تسعى إيران بتراثها الإمبراطوري وثورتها الشيعية لإزاحة المملكة العربية السعودية عن موقعها كدولة مركزية في الإسلام والخليج والعالم العربي والإسلامي، آملة أن تتمكن يوماً من أن تصبح الدولة المركزية في الإسلام». وهنا تتجلى أهمية وضرورة المشروع الإستراتيجي السعودي للرد المناسب على هذا التحدي المصيري.
وفي ضوء ما يعرضه الكتاب فإن المشروع الغربي في المنطقة يستهدف إيجاد شرق أوسط جديد خال من النفوذ السني ومحكوم بنفوذ شيعي إيراني برضا يهودي ودعم روسي، وهو ما برزت إرهاصاته خلال الثورة السورية. وما يحدث الآن لا يمكن وضعه في سياق المؤامرة وإنما ضمن سياسة التقاء المصالح لجهات مختلفة ومتباينة قلقة بشأن استبعادها من السلطة. فحينما سئل كسنجر: «كيف تفسر أن الإسرائيليين طردوا عرفات من بيروت والسوريين طرودوه بعدها من طرابلس؟ أجاب: هناك التقاء للمصالح الموضوعية بين إسرائيل وسوريا في لبنان».