لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم

أبو الهيثم محمد درويش

أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ(50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) (50) الواقعة

  • التصنيفات: التفسير -

  {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ . لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} :

من أقوال أصحاب الشمال واعتقاداتهم التي تسببت في مصيرهم المشئوم , أنهم احتجوا بموت الآباء ولم يروا أحداً منهم قام من موته , فأخبرهم الله تعالى جازماً مفحماً بأنهم مجموعون مع آبائهم وجميع الخلائق في ميقات معلوم , ثم مطروحون هم ومن على شاكلتهم من مجرمي التاريخ في نار جهنم , ليذوقوا من الزقوم وهو شجر في جهنم منتن الريح لا يزيد من يأكله إلا تعاسة ولا يغني من جوع , وشاربون من الحميم المغلي شرب الإبل العطاش بلا ري ولا شبع, هذا نزلهم المنتظر وهذه مكانتهم المستحقة.

قال تعالى :

{أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ(50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) (50) } [الواقعة]

قال السعدي في تفسيره:

{ {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ والآخرين لمجموعون إلى ميقات يَوْمٍ مَعْلُومٍ} } أي: قل إن متقدم الخلق ومتأخرهم، الجميع سيبعثهم الله ويجمعهم لميقات يوم معلوم، قدره الله لعباده، حين تنقضي الخليقة، ويريد الله تعالى جزاءهم على أعمالهم التي عملوها في دار التكليف..

{ {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ} } عن طريق الهدى، التابعون لطريق الردى، { {الْمُكَذِّبُونَ} } بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق والوعد والوعيد.

{ { لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ } } وهو أقبح الأشجار وأخسها، وأنتنها ريحا، وأبشعها منظرا.

{ {فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} } والذي أوجب لهم أكلها -مع ما هي عليه من الشناعة- الجوع المفرط، الذي يلتهب في أكبادهم وتكاد تنقطع منه أفئدتهم. هذا الطعام الذي يدفعون به الجوع، وهو الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

وأما شرابهم، فهو بئس الشراب، وهو أنهم يشربون على هذا الطعام من الماء الحميم الذي يغلي في البطون شرب الإبل الهيم أي: العطاش، التي قد اشتد عطشها، أو أن الهيم داء يصيب الإبل، لا تروى معه من شراب الماء

{ {هَذَا} } الطعام والشراب { {نُزُلُهُمْ} } أي: ضيافتهم { { يَوْمَ الدِّينِ} } وهي الضيافة التي قدموها لأنفسهم، وآثروها على ضيافة الله لأوليائه.

قال تعالى: { {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا } }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن