من هو المسكين؟

ملفات متنوعة

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في الشفقة والرحمة في تعامله مع الفقراء والمساكين في التفقد والسؤال عليهم، والملاطفة والرفق بهم والإحسان إليهم، والجلوس والقرب منهم، وعدم الكبر عليهم

  • التصنيفات: دعوة المسلمين -

كُلنا يسمع كلمة المسكين، وتتردد على مسامعنا كثيراً، هل تعرفون من هو المسكين؟ ومن هو مثلنا الأعلى في تعامله مع المساكين؟ وكيف كان يعامل المساكين؟ 

    المسكين هو ليس المتسول الذي يتسول من الناس، وترده العطية التي يأخذها منهم، إنما المسكين في الحقيقة هو المتعفف الذي لا يسأل الناس إلحافا، قال الله تعالى :{ {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} } [البقرة : 273]

    هو الذي لا يعلم الناس به لكي يعطوه، ولايدري عنه أحد،وفي رواية في الصحيحين:  «ليس المسكين الذي يطوف على الناس، ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غِنًى يغنيه، ولا يُفطن به فيُتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس». 

  هذا هو المسكين الذي لابد من التفقد والبحث عنه، والحنو والعطف عليه، والسداد والتكفل باحتياجاته، والسؤال عنه من حين إلى آخر. 

    ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في الشفقة والرحمة في تعامله مع الفقراء والمساكين في التفقد والسؤال عليهم، والملاطفة والرفق بهم والإحسان إليهم، والجلوس والقرب منهم، وعدم الكبر عليهم، وقضاء حاجة المحتاج منهم، والتلبية لحاجتهم على حاجة أهل بيته، والاحترام والتقدير. 

  وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن إطعامهم من الطعام الذي لا يرغبه الناس، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ : " «أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبٍّ، فَلَمْ يَأْكُلْهُ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُطْعِمُهُ الْمَسَاكِينَ؟ قَالَ: (لَا تُطْعِمُوهُمْ مِمَّا لَا تَأْكُلُونَ)» ، كما قال رب العزة في كتابه :{ {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ} } [البقرة : 267] أي إن الخبيث من المال والرديء من كل شئ يحسبه، وينفقه على الفقراء هذا ليس من البر، إنما البر هو في الإنفاق والتصدق مما نحب، قال تعالى :{ {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} } [آل عمران : 92] يعني لن تنال الخير الكثير، ولن تنال رتبة ومنزلة الأبرار؛ حتى تنفق مما تحب. 

والمال كله محبوب؛ فإذا أنفقت مما تحب كان ذلك دليل على صدقك لكي تنال بذلك منزلة الأبرار.

أسأل الله أن يرزقهم رزقاً حلالاً طيباً مباركاً.

  #لمياء_إسماعيل