السجائر
ملفات متنوعة
تذكرت أنني كنت في المرحلة الابتدائية، ورغبت في تدخين سيجارة حتى أجرب شعور المدخن! لكن ما أدهشني حتى اليوم، هو أنني في هذه السن الصغيرة، شعرت بأن هذه السيجارة سوف تستعبدني! فألقيت بها – وأنا الطفل الصغير - على الفور!
- التصنيفات: قضايا الشباب -
في طريق عودتي إلى المنزل بعد أداء الصلاة، توقفت كعادتي لدى أحد المحلات لشراء مستلزمات المنزل. هذه المرة، ظللت أحصي أنواع السجائر في ذلك المحل، فأحصيت أكثر من عشرين نوعا! ولكل نوع عدة أنواع فرعية حسب النكهة وحسب اللون!
تذكرت أنني كنت في المرحلة الابتدائية، ورغبت في تدخين سيجارة حتى أجرب شعور المدخن! لكن ما أدهشني حتى اليوم، هو أنني في هذه السن الصغيرة، شعرت بأن هذه السيجارة سوف تستعبدني! فألقيت بها – وأنا الطفل الصغير - على الفور!
تذكرت ملايين ممن يدخنون السجائر! وشعرت بأن المشكلة الكبرى ليست في تدخين السجائر ذاتها، أو في أن بعضا منا يدخنها! لكن المشكلة الكبرى هي أن الملايين يدخنون! فمعظم الرجال في بلادنا يدخنون! وكم حدث معي مرارا وتكرارا، أن يقدم لي من لا يعرفني سيجارة، فعندما أجيبه بأنني لا أدخن، يندهش وينظر لي نظرة عجيبة، كأنني كائن فضائي!
وتذكرت مقدار النقود التي ينفقها كل رجل، بيته أولى بهذه النقود من حرقها في الهواء، مع الإضرار بصحته وصحة أهل بيته! وتذكرت ذلك الرجل الذي التقيته وكان لا يترك السيجارة من يده، وأخبرني أنه يدخن في اليوم 5 علب كاملة! وثمن العلبة الواحدة الآن في مصر 40 جنيها! أي إنه ينفق كل شهر 6 آلاف جنيه، للإضرار بصحته وصحة أبنائه وزوجته!
ثم تذكرت، كيف يعيش المدخن وسط أهله بهذه الرائحة الكريهة البغيضة المقززة في فمه وفي ملابسه وفي يديه! وكيف يتقبل اشمئزاز أهل بيته منه؟ وكيف يقبل الإضرار بصحتهم!
تذكرت، فقررت ألا أعود إلى هذا المحل، حتى لا أتذكر هذه الكارثة مرة أخرى!
هاني مراد