دعوى التجديد بين الحق والباطل
أحمد كمال قاسم
والتجديد ليس هو الإختراع في الدين ولا الإضافة له ولا الحذف منه وإنما التجديد هو أن ننقي الإسلام مما علق به من شوائب ليست منه وتوهمها الناس أنها منه أثناء سريانه عبر نهر الزمن.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» "
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
توجد حاليا حالة توجس وارتياب - لدى الكثير من الخيرين - من أي طرح جديد بخصوص قضية تجديد الخطاب الديني، وذلك إنما هو نتيجة طبيعية للاستغلال المُغِرِض من قِبَلِ البعض لتجديد الخطاب الديني، حيث أن البعض استغل هذا المفهوم في تزييف الدين ومحاولة استخراج نسخة من الإسلام - لا علاقة بها للإسلام الحقيقي - تداهن الظلم وتُحٌيِّد الدنيا وتلتصق بالمعنى الفاسد لمفهوم الزهد.
ووصيتي لنفسي أولا ولهؤلاء الخيرين من المرتابين ثانيا ألا يدفعهم سوء نية وفعل الفريق الآخر أن يرفضوا التجديد حتى لو كان حقا.
إن الإسلام والمسلمين في أشد الحاجة الآن إلى التجديد، والتجديد ليس هو الإختراع في الدين ولا الإضافة له ولا الحذف منه وإنما التجديد هو أن ننقي الإسلام مما علق به من شوائب ليست منه وتوهمها الناس أنها منه أثناء سريانه عبر نهر الزمن.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» "
فأوصي نفس وإياكم ألا يدفعنا الاستخدام السيء للبعض لتجديد الخطاب الديني في أن نظلم ونرفض التجديد الحق لهذا الخطاب، نرفضه جملة وتفصيلا دونما تحقيق.
والله تعالى يحذرنا في قرآنه الكريم أن تكون أفعالنا رد أفعال لظلم الظالمين فنظلم من حيث لا ندري ولا نحتسب
قال تعالى
﴿ {وَاذكُروا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم وَميثاقَهُ الَّذي واثَقَكُم بِهِ إِذ قُلتُم سَمِعنا وَأَطَعنا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِيا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كونوا قَوّامينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالقِسطِ وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلى أَلّا تَعدِلُوا اعدِلوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَوَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ عَظيمٌ} ﴾[المائدة: ٧-٩]
.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
أحمد كمال قاسم