ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم

أبو الهيثم محمد درويش

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) } [المجادلة]

  • التصنيفات: التفسير -

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم} :

ينبه الله تعالى رسوله والأمة إلى حال المنافقين الموالين لأعداء الإسلام , يوالونهم في الباطن ويميلون إلى اعتقاداتهم, بينما يظهرون الإسلام بل ويحلفون أغلظ الأيمان أنهم مسلمون, هؤلاء أكبر شوكة في خاصرة الأمة المسلمة, وطعنتهم دائماً نجلاء, وخناجرهم مسمومة, حيث دائماً ينفذون إلى الأمة من مأمنها, ويطعنوها من موضع اطمئنان, هؤلاء أعد الله لهم عذاباً شديداً وخزياً ممتداً, وحسرات متواصلة يوم يجمع الله الخلائق وتعلن على الرؤوس الفضائح والمخازي, ويجازي كل مسيء بما أساء وكل خائن بخيانته وكل منافق بنفاقه.

اللهم إنا نعوذ بك من النفاق وأهله.

قال تعالى:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) } [المجادلة]

قال السعدي في تفسيره:

يخبر تعالى عن شناعة حال المنافقين الذين يتولون الكافرين، من اليهود والنصارى وغيرهم ممن غضب الله عليهم، ونالوا من لعنة الله أوفى نصيب، وأنهم ليسوا من المؤمنين ولا من الكافرين، { {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} }

فليسوا مؤمنين ظاهرا وباطنا لأن باطنهم مع الكفار، ولا مع الكفار ظاهرا وباطنا، لأن ظاهرهم مع المؤمنين، وهذا وصفهم الذي نعتهم الله به، والحال أنهم يحلفون على ضده الذي هو الكذب، فيحلفون أنهم مؤمنون، وهم يعلمون أنهم ليسوا مؤمنين.

فجزاء هؤلاء الخونة الفجرة الكذبة، أن الله أعد لهم عذابا شديدا، لا يقادر قدره، ولا يعلم وصفه، إنهم ساء ما كانوا يعملون، حيث عملوا بما يسخط الله ويوجب عليهم العقوبة واللعنة.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن