ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا

أبو الهيثم محمد درويش

{وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۖ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)} [الحشر]

  • التصنيفات: التفسير -

{وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} :

تتجلى رحمة الله تعالى حتى بالكافرين وحكمته البالغة ويبين سبحانه أنه لولا أن كتب الخروج على بني النضير والجلاء إلى خيبر لعذبهم في الدنيا عذاباً أشد ولهم في الآخرة عذاب النار , ولعل من حكمة الله أن كتب عليهم الجلاء وليس القتل ليخرج منهم نسمات مؤمنة تدخل الإسلام وهذا ما حدث بالفعل.

وأوضح سبحانه أن العقاب نزل عليهم بسبب كفرهم وغدرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا جزاء من شاق الله في كل عصر وفي كل مصر, وهذه سنة الله في أعدائه أن ينزل عليهم العقاب الشديد وإن طالت المهلة وإن أعطاهم الفرصة بعد الفرصة وهذا جزاء إصرارهم على عداء الله واستكبارهم على منهج الرسل.

قال تعالى:

{وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۖ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)} [الحشر]

قال السعدي في تفسيره:

فلولا أنه كتب عليهم الجلاء الذي أصابهم وقضاه عليهم وقدره بقدره الذي لا يبدل ولا يغير، لكان لهم شأن آخر من عذاب الدنيا ونكالها، ولكنهم - وإن فاتهم العذاب الشديد الدنيوي - فإن لهم في الآخرة عذاب النار، الذي لا يمكن أن يعلم شدته إلا الله تعالى، فلا يخطر ببالهم أن عقوبتهم قد انقضت وفرغت ولم يبق لهم منها بقية، فما أعد الله لهم من العذاب في الآخرة أعظم وأطم.

وذلك لأنهم { {شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ } } وعادوهما وحاربوهما، وسعوا في معصيتهما.

وهذه عادته وسنته فيمن شاقه { {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن