إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً
أبو الهيثم محمد درويش
{إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) } [الممتحنة]
- التصنيفات: التفسير -
{إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً} :
حذر الله تعالى المؤمنين من موالاة الكافرين ووضح لهم مكنون الصدور , فإنهم أعداء في جميع المشاهد وشتى المواقف, ولن تجدوا منهم إلا السوء والأذى سواء بالألسنة أو الأكف, وودوا لو تكفرون بالله وتتعاونوا معهم على عداوة الله وعداوة أولياء الله.
ومهما كانت درجة قرابتكم فلن تنفعكم تلك القرابة لو وقعتم معهم في بئر الكفر أو واليتموهم وقدمتم صلة القرابة على صلة الدين والإيمان, والله تعالى سيفصل بين الجميع يوم القيامة ويجازي كل عامل بما عمل , وهو بصير بما يعمل الجميع.
قال تعالى:
{إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) } [الممتحنة]
قال السعدي في تفسيره:
{ {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ} } أي: يجدوكم، وتسنح لهم الفرصة في أذاكم، { {يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً} } ظاهرين { {وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} } بالقتل والضرب، ونحو ذلك.
{ {وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ} } أي: بالقول الذي يسوء، من شتم وغيره، { {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} } فإن هذا غاية ما يريدون منكم.
فإن احتججتم وقلتم: نوالي الكفار لأجل القرابة والأموال، فلن تغني عنكم أموالكم ولا أولادكم من الله شيئا. { { والله بما تعملون بصير } }فلذلك حذركم من موالاة الكافرين الذين تضركم موالاتهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن