شابٌ بعشرة شباب!!
حمزة بن فايع الفتحي
تشبّههم أحيانا بالفاروق عمر، أو بعلي الهمام، أو بعمرو الفذ، أو بسيد الأنصار سعد، رضي الله عنهم،. وأستذكر هنا ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي طلحة الأنصاري: ( «لصوتُ أبي طلحة خير من فئة» ) كما عند أحمد، وفي رواية ( «خير من ألف رجل» ) . [كما عند الحاكم وصححه الألباني] .
- التصنيفات: قضايا الشباب -
رؤيته تبهج القلب، فهو شعلة نشاط، وأداة تغيير، وسفينة لا تكدّرها العواصف. يقول ويفعل، ويعمل ويحشد، ويرسم ويُمتع، ومثله يُلتمس ويُعض عليه بالنواجذ، فإنه نسخة نادرة.
فبرغم تأكيدنا على أهمية العمل الجماعي والحراك المؤسسي ، إلا إننا أحيانا ، نحتاج إلى عباقرة أفذاذ، يتحركون في كل اتجاه، ويضربون نحو كل أفق، يُدعون فيفعلون ، ويأمنون ويؤمنون ، ويُنتدَبون فيتقنون، وتُسند إليهم المهام، فيُبهرونك بالجودة والطيب والإتقان!. والله يحب المحسنين .
لديهم حزم وعزم، وعلم وعقل، وهمة وانطلاق!.إذ ما تفرق في غيرهم ، اجتمع فيهم قولا وفعلا وتحملا!، وكما قيل في بعض هؤلاء:
لولا المشقة ساد الناس كلهمُ
الجود يُفقر والاقدام قتالُ .
تشبّههم أحيانا بالفاروق عمر، أو بعلي الهمام، أو بعمرو الفذ، أو بسيد الأنصار سعد، رضي الله عنهم،. وأستذكر هنا ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي طلحة الأنصاري: ( «لصوتُ أبي طلحة خير من فئة» ) كما عند أحمد، وفي رواية ( «خير من ألف رجل» ) . [كما عند الحاكم وصححه الألباني] .
وتكمن فائدة هؤلاء عند:
- الإجداب الجماعي .
- الفراغ القيادي.
- أزمات الوقت.
- كثرة المطالب.
- نموذج سام لآخرين.
ومع اتساع الدعوة الاسلامية، وفقرها العددي، فإنها تحتاج لهولاء، تنسيقا وتنظيما وبناء وإعدادا، وقد كان لفتية الكهف أعظم الأثر على أهل الإيمان من جراء ثباتهم وقيامهم بالحق( {إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها، لقد قلنا إذاً شططاً } [سورة الكهف] .
وأيضاً وجودهم الشكلي والحضوري في كل برنامج ومنشط، يرفع المعنويات، ويثير الهمم، ويقوي اللحمة والترابط!.
ولذلك يُعوّض النقص، ويُردَم التقصير، بفضل ما يملكون من قدرات ومؤهلات، وقد قال أبو سفيان في أُحد، حينما سأل عن القادة الثلاثة، فلم يجبه أحد: (أما هؤلاء فقد كُفيتموهم).
لعلمه بفضل أبي بكر وعمر بعد رسول الله، وأثرهم البليغ على الإسلام!.
فمع القاعدة المؤسسية، والمسارات الجمعية، يُعتنى بتربية العباقرة الفطناء، والمقاديم البسلاء، من التهبوا حيوية، وشمخوا نشاطا، وبان أثرهم على إخوانهم وعلى الناس،!. فتؤسس المؤسسة لذلك، وتتبنى مواهبهم، وتصقل شخصياتهم، وتزيدهم حِذقا ورعاية واهتماما، حتى يصبح أحدهم ليس بمائة أو بألف، بل نريد عشرة ابتداء، ينفع الله بهم، ويحملوا هم الدعوة والإصلاح بحق وإخلاص!.
والآن كم تُخرج المحاضن التربوية والجامعات من شباب وطاقات، ولكنها ليست على شرطنا، وتظهر فيهم الغثائية، وقليل من يقف عندك لحظة.
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً
كنقص القادرين على التمامِ
ومن هؤلاء القادرين أناس يعملون عمل عشرة رجال، ورهط من الناس، لا يخافون ولا يتضعضعون،.
وإذا ما انتُدبوا لمعضلة، حلوها وأنجزوها،. وتصور لو في كل حي وقرية شاب (فذ) بجهد عشرة شباب، يضطلعون بمهامها ودعوتها، لأراحنا من البحث والتعب والهم العريض ،.ومن صفاته: علو الهمة والإنجاز السريع، وأخذ الأمور بقوة وجدية، حتى لو ازدحمت عليه، أو خالطه النصب، وطالعه الشيب،. فهو كما قال القائل :
ما شابَ عَزمي وَلا حَزَمي وَلا خُلقي
وَلا وَفائي وَلا ديني وَلا كَرَمي
وَإِنَّما اعتاضَ رأسي غَيرُ صِبغَتِهِ
وَالشَيبُ في الرأسِ غيرُ الشيب في الشيمِ
ولما أمد عمر رضي الله عنه عمْرا في فتح مصر قال له : ( إني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف رجل منهم مقام الألف ). وما ذاك إلا لعلمه بفضلهم وما نالهم من التربية الجادة، والإعداد التام، فوجب استثمارهم لمثل تلك المواقف والأحداث .
فلا تهمل المحاضن مثل تلك العينة. وهي تحصل حِذقا واصطفاء وفراسة وتجارب معهودة، أدت لمثل ذاك الانتقاء ؟. ولكن هل فينا من يفكر فيها، ويعد العدة لها !
ومضة : (الشباب بناء وإعداد، ثم اصطفاء وابتلاء).