(3) تربية الأبناء على التقوى في نفوس أطفالنا

محمد صالح المنجد

لا بد -أيها الإخوة- أن نربي التقوى في نفوس الأطفال من خلال قصص الصحابة والصالحين.

  • التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - تربية الأبناء في الإسلام -

 لا بد -أيها الإخوة- أن نربي التقوى في نفوس الأطفال، في الآيات التي سمعناها: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} [لقمان: 16]. لأن الله مطلع عليه.


قصة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مع المرأة وإناء اللبن، لما استند عمر وهو يعُس في الليل على المسلمين، يسهر على حمايتهم، سبحان الله يعُس الشوارع في الليل، في النهار يجلس لهم وفي الليل يسهر عليهم، فاتكأ إلى جدار ليرتاح فسمع امرأة تقول لابنتها: قومي إلى هذا اللبن بالماء، فقالت البنت: ألم تعلمي أن عمر بن الخطاب الخليفة نهى عن ذلك، قالت: إن عمر لا يرانا، وما يدري عمر أننا خلطنا اللبن بالماء، قالت: إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا، هذه البنت المؤمنة، مباشرة عمر رجع وخطبها لابنه، خطب البنت لابنه، هذه كانت جدة عمر بن عبد العزيز، {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} [الأعراف: 58].


وهكذا لما خرج عبد الله بن عمر، وآل عمر كان عندهم مراقبة الله عظيمة.
خرج عبد الله بن عمر بن الخطاب إلى البر يوماً فرأى راعي غنم، فقال: أعطني شاة، قال: ليست ملكاً لي، أنا عبد عند سيدي وموكل عليها في الرعي أمانة عندي، قال: قل لسيدك: أكلها الذئب، قال الراعي: فأين الله؟عبد الله بن عمر أراد يختبر العبد، قال: قل لسيدك: أكلها الذئب، قال العبد: فأين الله؟

فبكى عبد الله بن عمر، وأعتقه، واشترى له الغنم ووهبها إياه، وقال: كلمتك أعتقتك في الدنيا وأرجو أن تعتقك عند الله يوم القيامة، مثل هذه القصص لو أنك قصصتها قبل النوم على أولادك، مثل قصة عمر، وقصة عبد الله بن عمر، كيف كان الرسول يربي الأولاد على التقوى، معروف أن آل البيت لا تحل لهم الصدقة، لهم من الخمس من مصارف بيت المال يأخذونه، فكان هناك تمرة في بيت النبي ، جاء الحسن بن علي وهو غلام صغير فأخذ التمرة ليأكلها، فقال النبي:  «كخ كخ أما علمت أنا لا نأكل الصدقة»  [رواه البخاري: 1491، ومسلم: 1069]. 

علّم الولد من الصغر قضية التقوى، وأن هذا المال ما دام لا يجوز لك فلا تأكله، ورباه على قضية التورع مما لا يجوز.