المال لا يغني عن المرء شيئاً
عبد الحي يوسف
اختصم بنو أبي لهب، فجاءو إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ليصلح بينهم، فاقتتلوا عنده، فقام ليحجز بينهم، فدفعوه حتى سقط، فقال رضي الله عنه: أخرجوا عني الكسب الخبيث
- التصنيفات: التفسير -
يقول الله عز وجل بعدما دعا عليه وقد حصل هذا التباب والخسار:{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 2] ما أغنى عنه ماله الذي جمعه وحرص على تنميته وتثميره؟ وما أغنى عنه كسبه؟ قالوا: المقصود بالكسب هاهنا الذرية والأولاد.
قال أهل التفسير: اختصم بنو أبي لهب، فجاءو إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ليصلح بينهم، فاقتتلوا عنده، فقام ليحجز بينهم، فدفعوه حتى سقط، فقال رضي الله عنه: أخرجوا عني الكسب الخبيث! وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه}.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للناس في الموسم أو في سوق عكاظ: «قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، قولوا: لا إله إلا الله تملكوا بها العرب والعجم، إني رسول الله إليكم جميعاً» وكان عمه أبو لهب -وهو رجل أحول جسيم ذو غديرتين- يسير خلفه ويقول: لا تصدقوه فإنه كذاب، لا تصدقوه فإنه ساحر، فيعجب الناس ويقولون: من هذا؟ فيقول أهل مكة: هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله، والرجل الذي خلفه عمه أبو لهب، فكان الناس يقولون: عمّه أعلم بهأي: إذا قال عمّه: إنه كذاب فهو كذلك، وإذا قال: إنه ساحر فهو كذلك، فكان صاداً عن سبيل الله، قال الله عز وجل: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: 3].