(5) تربية الأبناء على الآداب الإسلامية
محمد صالح المنجد
نعلمهم كذلك على الآداب؛ آداب النوم، آداب الأكل، آداب الشرب، آداب الخلاء، آداب السلام، آداب الاستئذان.
- التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام -
نعلمهم كذلك على الآداب؛ آداب النوم، آداب الأكل، آداب الشرب، آداب الخلاء، آداب السلام، آداب الاستئذان، أحياناً بعض الآباء يعلم ولده أشياء مثلاً صبة القهوة ومسكة الدلة والفناجين، لكن لا يعلمه الصلاة والطهارة والسلام ورد السلام مثل الاهتمام بعملية دلة القهوة، تعليمه قضية دلة القهوة هذه مسألة مهمة، لأن فيها أدب الضيافة، ما يمسك باليسار وما يقدم باليسار،
لكن يا إخوان فيه آداب لا تقل أهمية عنها، لماذا نتمسك بعملية القهوة ونترك الآداب الأخرى، يدخل الولد بدون سلام، وإذا سلم الواحد ما رد السلام، وإذا عطس لا يعرف ماذا يقول، ولا يتنبّه لهذا، عطس رجل عند ابن المبارك ونسي أن يحمد الله،، فأراد ابن المبارك -رحمه الله- أن ينبهه دون أن يحرجه، فقال: يا أخي ماذا يقول الرجل إذا عطس؟ قال: يقول الحمد لله، قال: يرحمك الله، وتنبه الشخص.
أبو داود -رحمه الله- استأجر قارباً، سمع رجل على شاطئ النهر يحمد الله، الهواء أوصل له العطسة والحمد فاكترى قارباً فذهب إليه فقال: يرحمك الله، من تعظيم السنة.
إعطاء الولد مكانته واحترام مشاعره، النبي قال للغلام كان عن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فلما أُتي له بماء اللبن قال: «يا غلام إن أذنتَ لي أعطيت الأشياخ لك الحق أنت على اليمين، إن أذنت أعطيتُ الأكبر، لكن أنت على اليمين وأنت الأحق» قال: "ما كنت لأوثر بنصيبي منك يا رسول الله أحداً" [رواه البخاري: 2602].
أنا أشرب بعدك وأنا أريد البركة، ولا يمكن أن أتنازل عنه، فوضعها في يده، ما قال له أنت صغير، أنت ما تفهم وهذا أكبر منك، وإنما أعطاه إياها؛ لأن ذلك حقه.
وكان يكنّي الصغار، يقول: «يا أبا عُمير ما فعل النغير» [رواه البخاري: 6129، ومسلم: 2150].
أبو عمير هذا أخو أنس بن مالك كان ولد صغير يلعب بطير نغير، وقال: «هذا سنه يا أم خالد» [رواه البخاري: 5823].
أم خالد هذه كانت بنت صغيرة لما لبست ثوباً حسناً جميلاً قال: هذا سنه يعني جميل، بلسان أهل الحبشة، هذا سنه يا أم خالد، كنى ذكراً وكنى أنثى؛ لأن التكنية يا إخوان مما تربي في الولد الإحساس بالمسئولية أبو فلان يا أبا فلان يا أم فلان ولو هو صغير هو يسمع هذه الكلمة فتكبر في نفسه.