أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ

أبو الهيثم محمد درويش

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) } [تبارك]

  • التصنيفات: التفسير -

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ} :

أفلا ينظر الخلق وخاصة المكذبين إلى صنعة الله في خلق السماء وما فيها من طير يسر الله له سبل السعي في السماء ومهد لهم سعيهم وطيرانهم بين بسط الأجنحة وقبضها ومرورهم صفوفاً وأمما متكتلة, تحيا حياة كاملة في السماء, أمسكهن الله وحده وخلق لهم من طبقات الهواء ما ييسر لهم معايشهم , فسبحان البصير بعباده العليم بحاجاتهم المدبر لخلقه معاشهم.

قال تعالى:

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) } [تبارك]

قال السعدي في تفسيره:

وهذا عتاب وحث على النظر إلى حالة الطير التي سخرها الله، وسخر لها الجو والهواء، تصف فيه أجنحتها للطيران، وتقبضها للوقوع، فتظل سابحة في الجو، مترددة فيه بحسب إرادتها وحاجتها.
{ {مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ } } فإنه الذي سخر لهن الجو، وجعل أجسادهن وخلقتهن في حالة مستعدة للطيران، فمن نظر في حالة الطير واعتبر فيها، دلته على قدرة الباري، وعنايته الربانية، وأنه الواحد الأحد، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، { {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } } فهو المدبر لعباده بما يليق بهم، وتقتضيه حكمته.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن