قمة الجبل..!
حمزة بن فايع الفتحي
وفِي حياتنا مراتع للوحل والذل والمهانة، ولا مخرج عنها إلا بالتطلع الجبلي، والارتقاء المرتفعي، والإطلال من أعلى، حتى تتسع النظرة، وتملك الصوابية والوعي..!
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
• أين اللقاء فقال: الجو والجبلُ/ هنا الهوان وذاك المجد والأملُ..؟!
• ينظر الكثيرون لقمة الجبل على أنها متنزه، كاشف للروح والجمال، واستطعام الطبيعة والهواء...! وفيه هواء آخر، وطعومة مختلفة، تأخذك للمعالي والآفاق، وتحفزك للاختلاف النوعي والإيجابي...!
• فأنت تحتاج إليها كثيرا للترفع عن السفساف، وتوقي القاذورات، وبناء الطموحات، وتحقيق الإنجازات ...! قال المعري: قلَّ الثقاتُ فما أدري بمن أثقُ/ لم يبقَ في النّاسِ إلا الزّورُ والمَلقُ ؟!
• ولولا وجود الجبال والمرتفعات لكانت أنظارنا إلى أقدامنا، ولعشنا أحلام الثرى، وتراكمات الونَى، فلا جبل ولا ثريا، ولا تطلع ولا ارتفاع...!
• من فوائد الجبال تقوية النظر، واتساع الآفاق، وكِبر الهمم والعزمات..!
• وبها تُستكمل الشجاعة، وينقدح الإقدام، وتتكسر كل جُدر الإذلال والمهانة والتردي..!
• في قمة الجبل تسمو الروح ويتطلع الفكر، وتتناغم السعادة..!
• وفِي حياتنا مراتع للوحل والذل والمهانة، ولا مخرج عنها إلا بالتطلع الجبلي، والارتقاء المرتفعي، والإطلال من أعلى، حتى تتسع النظرة، وتملك الصوابية والوعي..!
• دائماً لتكن طموحاتنا كالجبال، وصمودا كالراسيات، فلا تقتلعها ريحُ حسد، ولا عاصفةُ عناد ومناكفة...!
• وفِي الجبال صمود يعز نظيره، تتصدع كل ما دونها من الشعاب والحشائش، وتبقى هي شامخة ثابتة..!
• ما أروع أن تكون جبلا في عقلك وطموحك، وثباتك على المبادئ...! تتغير الأشياء من حولك دون مسوغ، ولا تزال أنت ثابتا عزيزا، تتشبث بالشعائر تشبثك بالطعام والشراب، محمود المسار، ومربوط الفؤاد ( {وربطنا على قلوبهم} ) [سورة الكهف] .
• وما للقمم إلا قمم الفكر والخلق، حيث آثروا العلاء، على السفال، والارتقاء على الغثاء، والنباهة على التفاهة...!
• علوٌ في الحياة وفِي المماتِ/ لحق أنت إحدى المعجزاتِ ..! تفيض كلماته وحركاته بعلو الهمة، والارتقاء هما وهمة وفكرا وسلوكا ...!
• لو أن أبا بكر رضي الله عنه ركن لماله وهو من تجار مكة، وما صحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، لما ظفر بالسبق الإيماني ورفيقه في رحلة الهجرة( {ثاني اثنين إذ هما في الغار} ) [سورة التوبة] .
• ولو أن الإمام البخاري رحمه الله آثر النوم على اليقطة، والهزل على الجد، لما استيقظ في الليلة الواحدة قرابة (٢٠) مرة يقيد الفائدة الحديثية..! حتى أنتج لها صحيحاً فاخرا، وكتابا رائعا بهر الناس، وكُتب له القبول .
• ولو اهتم الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله بالطعام والتلذذ به، لما استطال لغةً، أو أسس عَروضاً، وهو القائل ( أثقل ساعة علي ساعة آكل فيها )..!!
• ولو لم يصن العلامة ابن عقيل الحنبلي الوقت والزمان، لما عرفناه بهمته وكتبه وقد صنّف الفنون المبهر، وقال ( إني لا يَحل لي أن أضيع ساعةً من عمري )..!
• وافتقر العلماء الأجلة وآثروا الفقر والمتاعب ، حتى يصعدوا القمم، ويبلغوا المراقي، ورفضوا الدون والدنية ،،،! إذا ما علا المرء رامَ العلا... ويقنع بالدون من كان دونا...!
• في الجبال عاصم من الدون والإهانة والذلة والدرن والانحطاط، وفيها معاني الترفع والعلو وسمو الأفكار ...!
• بقمة الجبل الشماء أنتصبُ...كم في المعالي لها من مطلب يَجِبُ
• أُمرنا بالتفكر في الجبال وجميل خلقتها وانتصابها، ومن دقق فيها ودنا منها حملته على العُلى والثبات، وفِي ارتقائها همس لتجديد الهمم، وإشعال العزمات..!
• ودائما ما تحمل القمم أصحابها على الطموح وابتغاء الأعالي وعدم الرضا بالسفل والضحالات...!
• ولئن تصحب أجبالا عالية، وقمما شامخة، خير لك من همم وضيعة، ورمم متدنية، ليس لها إلا العيش الطبيعي المشابه للدواب،،! ويقتضي مثل ذاك الصبر والثبات، وبذل الجهد والاحتمال، وعدم النظر إلى الوراء والمثبطين..!
• وكما قيل: تريدين لقيان المعالي وخيصةً .. ولابد دون الشَّهد من إبر النحلِ؟!
• اللهم بارك لنا في هممنا، وزدنا علاءً في طاعتك ومحبتك، إنك جواد كريم...