(8) تربية الأبناء وتنشئتهم على حب شعيرة الجهاد
محمد صالح المنجد
عبد الله بن الزبير كان ينشئه أبوه على معاني الجهاد، وكان يأخذه معه في الغزوات، وعبد الله بن الزبير كان صغيراً عمره إحدى عشر سنة ما يطيق القتال، فكان أبوه يجعله على فرس ويوكل به رجلاً يمسكه حتى لا يقتحم؛ لأن عبد الله بن الزبير كان رجلاً شجاعاً
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - تربية الأبناء في الإسلام -
عبد الله بن الزبير كان ينشئه أبوه على معاني الجهاد، وكان يأخذه معه في الغزوات، وعبد الله بن الزبير كان صغيراً عمره إحدى عشر سنة ما يطيق القتال، فكان أبوه يجعله على فرس ويوكل به رجلاً يمسكه حتى لا يقتحم؛ لأن عبد الله بن الزبير كان رجلاً شجاعاً، مع أنه صغير، ولد شجاع، فكان يوكل به رجلاً فيمسكه، فماذا يفعل عبد الله بن الزبير، لما انهزم المشركون كما روى ابن المبارك في كتاب الجهاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير أنه كان مع أبيه الزبير بن العوام يوم اليرموك، فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجهز على جرحاهم"عبد الله بن الزبير عمره إحدى عشر سنة، ينظر أين جريح الكفار الذي مات فيجهز عليه؛ لأنه ما سمح له أبوه يدخل المعركة لصغر سنة، لكنه يراقب يرى الطعان والقتال في أرض المعركة،
فلما انتهت المعركة يمر على جرحى الكفرة فيجهز عليهم، وعندما يكون أولاد المسلمين ينشئون هكذا يسمعون أخبار المجاهدين كتائب تذهب وكتائب تأتي وأخبار الانتصارات الولد يتحمّس يقول: متى أجاهد؟ عبد الله بن عمر يُعرض على النبي أربعة عشر سنة يرده، خمسة عشر سنة يقبله، وهكذا.
نحن نحتاج أن نتعامل مع أسئلة أطفالنا بلباقة، الولد يثير أسئلة من الصغر، تبدأ تتفتح فطرته، من خلقني؟ من خلق هذا؟ نقول: الله -عز وجل-، من خلق السماء؟ أين الله؟ فتقول: فوق عرشه، استوى على عرشه، فوق السموات، الله -عز وجل- فوق، في العلو -عز وجل-، علا على خلقه وقهرهم -سبحانه وتعالى-، كيف خرجت أنا إلى الدنيا ومن أين خرجت؟ تحتاج إلى لباقة، نقول: من بطن أمك وعندنا دليل: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً} [النحل: 78].
لكن -سبحان الله- انظر هذه الأيام، أحدهم يقول: لي بنت صغيرة في الابتدائي في أول في ثاني ابتدائي تقول لها صاحبتها في المدرسة: إذا قالت لك أمك أنك خرجت من بطنها لا تصدقيها فهي تكذب خرجتِ من مكان آخر!، هذا معناه هذه الفضائيات وهذه المجلات وهذه الأشياء أثرت في الناس وفي الأطفال وصارت عملية الثقافة الجنسية التي ينشرها اليهود وأعوانهم في الأرض صارت قضية يتأثر منها أولادنا نحن،
صار الكلام البذيء والأشياء العارية، الآن في أمريكا ظاهرة البلوغ المبكّر، ولد يبلغ من عشر سنوات هذا طبيعي؟ هذا الانفتاح الجنسي العري سبب ظواهر اجتماعية غريبة ولها أضرار نفسية وسيئة على الأولاد، عندهم عيب أن تبقى البنت بكراً، إلا أن تبلغ ثمانية عشر سنة، وإذا صارت ما زالت بكراً هذا معناه عندها مشكلة نفسية لا بد يشاف لها طبيب نفسي حلوا المشكلة هذه،
وهناك أفلام تعرض فكرتها إقناع الأبوين أن إقامة العلاقات مع الجنس الآخر شيء طبيعي وعادي وهكذا يجب أن يكون، وإذا كان عند بعض الأمهات شيء من الحرج وهي تعرف تفاهة ما مرت به في مرحلة المراهقة يحاولون إقناعها عبر الفيلم بأن هذا شيء عادي وطبيعي، وأنه لا داعي للقلق وهذه سنة الحياة، هم يقولون هذه سنة الحياة، الله -عز وجل- {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].هو أعلم بهم، هو أعلم بأنفسهم من أنفسهم -عز وجل- والذي يعلم ما يصلحهم وهو الذي أمرنا بالحشمة، وأمرنا بالحجاب، ونهى عن اختلاط الذكور بالإناث.