ويقولون متى هذا الوعد

أبو الهيثم محمد درويش

{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (25)قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (26) } [تبارك]

  • التصنيفات: التفسير -

{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ} :

من مهاترات الكفار والمستكبرين سؤالهم عن موعد القيامة وجعل الإجابة من علامات صدق الرسالة, والحقيقة أنه لا ملازمة إطلاقاً بين صدق الرسالة وإطلاعهم على علم اختص الله به لنفسه سبحانه, خاصة وقد قدم البراهين على ألوهيته سواء براهين شرعية أو عقلية او مادية أو حسية, فعلم الساعة عند الله وحده وما على الرسل إلا تبليغ رسالات الله وليس الإخبار بالخفايا ومواعيد الموت والحياة.

قال تعالى:

{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (25)قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (26) } [تبارك]

قال السعدي في تفسيره:

ولكن هذا الوعد بالجزاء، ينكره هؤلاء المعاندون { {وَيَقُولُونَ } } تكذيبًا:
{ {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} } جعلوا علامة صدقهم أن يخبروا بوقت مجيئه، وهذا ظلم وعناد فإنما العلم عند الله لا عند أحد من الخلق، ولا ملازمة بين صدق هذا الخبر وبين الإخبار بوقته، فإن الصدق يعرف بأدلته، وقد أقام الله من الأدلة والبراهين على صحته ما لا يبقى معه أدنى شك لمن ألقى السمع وهو شهيد.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن