فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ

أبو الهيثم محمد درويش

{ فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)} [القلم]

  • التصنيفات: التفسير -

{فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} :

إياك أن تطع اعداء الله المكذبين لدينه المعاندين لشرائعه الصادين عن سبيله, فإنك إن ركنت لهم سرقوا دينك وضيعوا آخرتك,وودوا لو تتنازل ليتابعوك على التفريط والتنازل فالدين لا يسوى عندهم شيئاً بل أمنيتهم فناء الدين وأهله.

قال تعالى:

{ فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)} [القلم]

قال السعدي في تفسيره:

يقول الله تعالى، لنبيه صلى الله عليه وسلم: { {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} } الذين كذبوك وعاندوا الحق، فإنهم ليسوا أهلًا لأن يطاعوا، لأنهم لا يأمرون إلا بما يوافق أهواءهم، وهم لا يريدون إلا الباطل، فالمطيع لهم مقدم على ما يضره، وهذا عام في كل مكذب، وفي كل طاعة ناشئة عن التكذيب، وإن كان السياق في شيء خاص، وهو أن المشركين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يسكت عن عيب آلهتهم ودينهم، ويسكتوا عنه.

{ { وَدُّوا } } أي: المشركون { لَوْ تُدْهِنُ } أي: توافقهم على بعض ما هم عليه، إما بالقول أو الفعل أو بالسكوت عما يتعين الكلام فيه، { { فَيُدْهِنُونَ } } ولكن اصدع بأمر الله، وأظهر دين الإسلام، فإن تمام إظهاره، بنقض ما يضاده، وعيب ما يناقضه.

قال ابن كثير: "ودوا لو تدهن فيدهنون" قال ابن عباس: لو ترخص لهم فيرخصون.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن