كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ
أبو الهيثم محمد درويش
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (8) } [الحاقة]
- التصنيفات: التفسير -
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ } :
قبل أن تكذب الشرائع وتحارب أتباع الرسل وتعادي دين الله وتبغضه وتبغض أهله تفكر, أين ذهب سابقوك من المكذبين عبر التاريخ , وكيف كانت أيامهم وأفعال الله فيهم؟؟
من هؤلاء كانت عاد وثمود وقد أوغلوا في التيه والاستكبار والتكذيب فأمهلهم الله حتى أخذهم أخذ عزيز مقتدر, أخذ عاد بالصيحة التي دمرتهم وأخذ ثمود بالريح التي أهلكتهم , فأين هم الآن ؟؟؟
قال تعالى:
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (8) } [الحاقة]
قال السعدي في تفسيره:
ثم ذكر نموذجا من أحوالها الموجودة في الدنيا المشاهدة فيها، وهو ما أحله من العقوبات البليغة بالأمم العاتية فقال: { {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} } وهم القبيلة المشهورة سكان الحجر الذين أرسل الله إليهم رسوله صالحا عليه السلام، ينهاهم عما هم عليه من الشرك، ويأمرهم بالتوحيد، فردوا دعوته وكذبوه وكذبوا ما أخبرهم به من يوم القيامة، وهي القارعة التي تقرع الخلق بأهوالها، وكذلك عاد الأولى سكان حضرموت حين بعث الله إليهم رسوله هودا عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى عبادة الله [وحده] فكذبوه وكذبوا بما أخبر به من البعث فأهلك الله الطائفتين بالهلاك المعجل.
{ { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ } } وهي الصيحة العظيم ة الفظيعة، التي انصدعت منها قلوبهم وزهقت لها أرواحهم فأصبحوا موتى لا يرى إلا مساكنهم وجثثهم.
{ { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ} } أي: قوية شديدة الهبوب لها صوت أبلغ من صوت الرعد [القاصف] { {عَاتِيَةٍ } } [أي: ] عتت على خزانها، على قول كثير من المفسرين، أو عتت على عاد وزادت على الحد كما هو الصحيح.
{ { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } } أي: نحسا وشرا فظيعا عليهم فدمرتهم وأهلكتهم، { {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى} } أي: هلكى موتى { { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} } أي: كأنهم جذوع النخل التي قد قطعت رءوسها الخاوية الساقط بعضها على بعض.
{ { فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} } وهذا استفهام بمعنى النفي المتقرر.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن