وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ
أبو الهيثم محمد درويش
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً (10)} [ الحاقة]
- التصنيفات: التفسير -
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ} :
من الأمم المكذبة للرسل المعادية للرسالات أمة فرعون وقوم لوط , وقد قدما نموذجين مختلفين من الكفر والعناد , الأول كفر استكبار وطغيان فرعون مع إذعان واستضعاف للشعب ومتابعته على كفره, والنموذج الثاني نموذج عبادة الشهوات واستحلال الحرام وانتكاس الفطرة السليمة حين استحلوا أدبار الرجال واستغنوا بها عما أحل الله من الزواج الحلال من النساء.
فلما أصروا وانتهت المهلة وقد تبينت لهم الآيات أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
قال تعالى:
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً (10)} [ الحاقة]
قال السعدي في تفسيره:
أي: وكذلك غير هاتين الأمتين الطاغيتين عاد وثمود جاء غيرهم من الطغاة العتاة كفرعون مصر الذي أرسل الله إليه عبده ورسوله موسى [ابن عمران] عليه الصلاة والسلام وأراه من الآيات البينات ما تيقنوا بها الحق ولكن جحدوا وكفروا ظلما وعلوا وجاء من قبله من المكذبين، { {وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} } أي: قرى قوم لوط الجميع جاءوا { {بِالْخَاطِئَةِ} } أي: بالفعلة الطاغية وهي الكفر والتكذيب والظلم والمعاندة وما انضم إلى ذلك من أنواع الفواحش والفسوق.
{ {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ} } وهذا اسم جنس أي: كل من هؤلاء كذب الرسول الذي أرسله الله إليهم. فأخذ الله الجميع { {أَخْذَةً رَابِيَةً} } أي: زائدة على الحد والمقدار الذي يحصل به هلاكهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن