سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ

أبو الهيثم محمد درويش

{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) } [المعارج]

  • التصنيفات: التفسير -

{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} :

يستعجل أهل العناد والإجرام والاستكبار عن دين الله عذاب الله الواقع لا محالة , ولو كانت لهم عقول سليمة أو قلوب صالحة لأدركوا وأشفقوا وسارعوا بالتوبة والفرار إلى الله وطلب العفو والمغفرة , فلن يدفع عنهم بطشه أحد, وحده من يمنح الدرجات ويرفع العباد والأعمال ووحده في علوه مرتفع عن خلق مستو على عرشه لا يحيطه شيء من مخلوقاته.

قال تعالى:

{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) } [المعارج]

قال السعدي في تفسيره:

يقول تعالى مبينا لجهل المعاندين، واستعجالهم لعذاب الله، استهزاء وتعنتا وتعجيزا:
{ {سَأَلَ سَائِلٌ } } أي: دعا داع، واستفتح مستفتح { { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} }

[لِلْكَافِرينَ } لاستحقاقهم له بكفرهم وعنادهم { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ } أي: ليس لهذا العذاب الذي استعجل به من استعجل، من متمردي المشركين، أحد يدفعه قبل نزوله، أو يرفعه بعد نزوله، وهذا حين دعا النضر بن الحارث القرشي أو غيره من المشركين فقال: { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } إلى آخر الآيات.

فالعذاب لا بد أن يقع عليهم من الله، فإما أن يعجل لهم في الدنيا، وإما أن يؤخر عنهم إلى الآخرة ، فلو عرفوا الله تعالى، وعرفوا عظمته، وسعة سلطانه وكمال أسمائه وصفاته، لما استعجلوا ولاستسلموا وتأدبوا، ولهذا أخبر تعالى من عظمته ما يضاد أقوالهم القبيحة فقال: { ذِي الْمَعَارِجِ}

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن