مجتمعات بلا أخلاق
مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ظهر واضحاً جَلِياً في كتابات بعض الفلاسفة الغربيين، وطبقه الغربيون لاحقاً على أرض الواقع..
- التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ظهر واضحاً جَلِياً في كتابات بعض الفلاسفة الغربيين، وطبقه الغربيون لاحقاً على أرض الواقع، ولقد نادى ميكافيللي بهذا المبدأ في كتاباته، فيجب على الحاكم من وجهة نظره أن يكون ماكراً مكر الذئب، ضارياً ضراوة الأسد، غادراً غدر الثعلب، وأن يتعلم كيف يبتعد عن الطيبة والخير، وأن يحسن استخدام مبدأ فرِّق تَسُد، من أجل المحافظة على سلطانه،
ولكن عليه في الوقت ذاته أن يكون ماهراً في إخفاء صفاته السيئة، بارعاً في الرياء وإظهار الصفات الحميدة، وعليه أن يعلم أن الأعمال الصالحة قد تجلب الكراهية كالأعمال الشريرة، ولذلك إذا أراد الأمير أن يحافظ على سلطانه فعليه أن يرتكب بعض الشرور والآثام،
وكان هتلر يضع هذا الكتاب بالقرب من سريره، ويقرأ فيه كل يوم قبل أن ينام، وكذلك فإن كلاً من لينين وستالين تتلمذ عليه، بل ذهب بعض الفلاسفة الغربيين إلى ما هو أشد من ذلك، فلقد قرر توماس هوبز أن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان، فإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب،
هذه الأفكار الفلسفية الغربية كانت أثراً من الآثار السلبية الناجمة عن إبعاد المنهج الإلهي عن الحياة البشرية فضلاً عن تشويهه وتحريفه كما فعل اليهود والنصارى، ولقد اكتوى الأوربيون قبل غيرهم بنار هذه الفلسفات البشرية،
ونجم عنها ملايين القتلى في الحربين العالميتين الأولى والثانية، إضافة إلى قهر الدول الأوربية للشعوب الأخرى والاستيلاء على ثروات هذه الشعوب عن طريق الاستعمار، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هل تصلح هذه الأفكار لقيادة الأمم والجماعات؟
وهل أحسن الأوربيون صنعاً حينما ابتكروا فلسفات بشرية وأفكار شيطانية مبنية على اللذة والمصلحة بعيدة عن الدين؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف: د. محمد ابراهيم الحلواني
مجلة البيان