فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ
أبو الهيثم محمد درويش
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)} [ المعارج]
- التصنيفات: التفسير -
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ }:
لا تلتفت يا محمد أنت ومن معك من المؤمنين إلى عناد الكفار واستكبار المستكبرين وتباطؤ المعرضين عن الله ورسالته وشرائعه , فلهم يوم موعود سيخرجون فيه من القبور لا يملكون إلا إجابة المنادي سراعاً في اتجاه واحد وقد خشعت منهم الأبصار ووجلت القلوب من فزع الموقف وشدته وهول الأحداث من حولهم و تحقق فيهم موعود الله .
قال تعالى:
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)} [ المعارج]
قال السعدي في تفسيره:
{ { فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا } } أي: يخوضوا بالأقوال الباطلة، والعقائد الفاسدة، ويلعبوا بدينهم، ويأكلوا ويشربوا، ويتمتعوا { {حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} } فإن الله قد أعد لهم فيه من النكال والوبال ما هو عاقبة خوضهم ولعبهم.
ثم ذكر حال الخلق حين يلاقون يومهم الذي يوعدون، فقال: { {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ} } أي: القبور، { {سِرَاعًا} } مجيبين لدعوة الداعي، مهطعين إليها { {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} } أي: [كأنهم إلى علم] يؤمون ويسرعون أي: فلا يتمكنون من الاستعصاء للداعي، والالتواء لنداء المنادي، بل يأتون أذلاء مقهورين للقيام بين يدي رب العالمين.
{ {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } } وذلك أن الذلة والقلق قد ملك قلوبهم، واستولى على أفئدتهم، فخشعت منهم الأبصار، وسكنت منهم الحركات، وانقطعت الأصوات.
فهذه الحال والمآل، هو يومهم { {الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } } ولا بد من الوفاء بوعد الله .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن