توجيهات للمعلمين والمعلمات من العلامة ابن باز (2-2)

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

إذا ما أراد أي معلم أن يغرس معلوماته في أذهان تلامذته فلا بد له قبل كل شيء أن يكون: ذا إلمام تام بالدرس الذي وكل إليه القيام به

  • التصنيفات: طلب العلم -

توجيه الطلاب إلى الإقبال على طلب العلم والإخلاص فيه

من أهم الأمور في حق المعلم أن يوجه الطالب إلى الإقبال على طلب العلم, حتى يعلم من أمور دينه ما لا يسعه جهله, كمعرفة العقيدة الصحيحة, وأحكام الصلاة, والزكاة والصيام والحج و..المعاملات, حتى يكون في ذلك كله على بينة وهدى, لأن الله سبحانه إنما خلق الثقلين ليعبد وحده لا شريك له, وعبادته هي توحيده سبحانه بأنواع العبادة, وطاعة أوامره, وترك نواهيه, ولا سبيل إلى معرفة ذلك بالتفصيل إلا بواسطة التعلم...والواجب على المعلم...أن يوجه طلبته إلى ما ينفعهم ويعينهم على تحصيل العلم, مذكراً لهم بحسن العاقبة للمخلصين, وسوئها لغيرهم

الإلمام بالدرس وحسن الإلقاء له يغرس المعلومات في أذهان التلاميذ:

إذا ما أراد أي معلم أن يغرس معلوماته في أذهان تلامذته فلا بد له قبل كل شيء أن يكون: ذا إلمام تام بالدرس الذي وكل إليه القيام به, وذا معرفة بالغة بطرق التدريس, وكيفية حسن الإلقاء, ولفت نظر طلابه بطريقة جلية واضحة إلى الموضوع الأساسي للدرس, وحصره البحث في موضوع الدرس دون الخروج إلى هوامش قد تبلبل أفكار التلاميذ, وتفوت عليهم الفائدة, وأن يسلك في تفهيمهم للعلوم التي يلقيها عليهم طرق الإقناع مستخدماً وسائل العرض والتشبيه والتمثيل, وأن يركز اهتمامه على الأمور الجوهرية, التي هي القواعد الأساسية لكل درس من الدروس, وأن يغرس في نفوسهم كليات الأشياء, ثم يتطرق إلى الجزئيات شيئاً فشيئاً, إذ المهم في كل أمر أصله, وأما الفروع فهي تبع للأصول, وأن يركز المواد ويقربها إلى أذهان التلاميذ, وأن يحبب إليه الدرس ويرغبهم في الإصغاء إليه, ويعلمهم بفائدته وغايته.

 

إفساح المجال لمناقشة الطلاب وتحمل ما يصدر من أخطاء في مناقشاتهم:

الطلبة...يفسح المجال للمناقشة معهم, وتحمل الأخطاء التي تأتي في مناقشاتهم لكونها ناتجة عن البحث عن الحقائق, وأن يشجعهم على كل بحث يفضي إلى وقوفهم على الحقيقة أخذاً في الحسبان عوامل البيئة والطباع والعادات والمناخ, لأن لتلك الأمور تأثيراً بالغاً في نفسيات التلاميذ ينعكس على أفهامهم وسيرتهم وأعمالهم

التثبت وعدم العجلة في الإجابة على أسئلة الطلاب ليقتدوا به في ذلك:

أوصى المدرسين...أن يعنوا بتوجيه الطلبة...وأن يحثوهم على التثبت في الأمور, وعدم العجلة في الفتوى, والجزم في المسائل إلا على بصيرة, وأن يكونوا قدوة لهم في ذلك, بالتوقف عما يشكل, والوعد بالنظر فيه بعد يوم أو يومين, أو في الدرس الآتي, حتى يتعود الطالب ذلك من الأستاذ, بعدم العجلة في الفتوى والحكم,...ومن الأخلاق الكريمة أن يعود الطالب كلمة لا أدري,...مع التحذير من الفتوى بغير علم, والجرأة عليها.

توجيه الطلاب إلى الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة وأن يعملوا بما علموا

الواجب على المدرسين والمدرسات أكثر من الواجب على غيرهم بالنسبة إلى الطلبة والطالبات, فعلى المدرسين أن يعنوا بالطلبة ويوجهوهم إلى الأخلاق الفاضلة, والصفات الحميدة, والعمل بما علموا من العلم, وعلى المدرسات أن يتقين الله في البنات, وأن يعلمنهن الأخلاق الدينية الفاضلة, والعقيدة الصالحة في الدراسة, وفي المذاكرة, وفي الوعظ, حتى يوجد جيل صالح من الطلبة والطالبات...في المستقبل.

ترك قبول الهدايا من الطلاب:

الواجب على المعلمة ترك قبول الهدايا, لأنها قد تجرها إلى الحيف, وعدم النصح في حق من لم يهد لها, والزيادة بحق المهدية, والغش, فالواجب على المدرسة أن لا تقبل الهدية من الطالبات بالكلية, لأن ذلك قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه, والمؤمن والمؤمنة عليهما أن يحتاطا لدينهما, ويبتعدا عن أسباب الريبة والخطر, أما بعد انتقالها من المدرسة إلى مدرسة أخرى, فلا يضر ذلك, لأن الريبة قد انتهت حينئذ والخطر مأمون, وهكذا بعد فصلها من العمل أو تقاعدها إذا أهدوا إليها شيئاً فلا بأس. 

اللهم وفق المعلمين والمعلمات على القيام بأمانة تربية وتعليم الطلاب والطالبات, وأعظم لهم الأجر في ذلك.                   

                               كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ