وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا
أبو الهيثم محمد درويش
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) } [نوح]
- التصنيفات: التفسير -
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا } :
مهد سبحانه الأرض وذللها وبسطها ليعمرها الإنسان فتتناغم معه بمنافعها ويتناغم معها بالتعمير فتصبح عوناً له على توحيد الخالق وعبادته ونشر رسالة الله , فلو لم تكن الأرض ممهدة مذللة لانشغل الإنسان يتذليل الصعاب عن العبادة ولما استطاع أن يعبد الله إلا كما يعبده أصحاب الأعذار الذين يعانون من المشقة على أداء العبادة.
وتمهيد الأرض يجعل التحرك والسفر والانتقال بين أقطارها سهل ممكن وهذا يكفل للإنسان معيشة أنجح ومحاولات أفضل للعيش وبالتالي إمكانية التفرغ للعبادة ونشر الدين.
قال تعالى:
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) } [نوح]
قال ابن كثير في تفسيره:
( والله جعل لكم الأرض بساطا ) أي : بسطها ومهدها وقررها وثبتها بالجبال الراسيات الشم الشامخات .
( لتسلكوا منها سبلا فجاجا ) أي : خلقها لكم لتستقروا عليها وتسلكوا فيها أين شئتم ، من نواحيها وأرجائها وأقطارها ، وكل هذا مما ينبههم به نوح عليه السلام على قدرة الله وعظمته في خلق السماوات والأرض ، ونعمه عليهم فيما جعل لهم من المنافع السماوية والأرضية ، فهو الخالق الرزاق ، جعل السماء بناء ، والأرض مهادا ، وأوسع على خلقه من رزقه ، فهو الذي يجب أن يعبد ويوحد ولا يشرك به أحد ; لأنه لا نظير له ولا عديل له ، ولا ند ولا كفء ، ولا صاحبة ولا ولد ، ولا وزير ولا مشير ، بل هو العلي الكبير .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن