وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ
أبو الهيثم محمد درويش
{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25) } [نوح]
- التصنيفات: التفسير -
{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ } :
التمادي في الضلال والدعوة إليه لا تورث صاحبها في الدنيا إلا العار والأخرة إلا النار, وهاهنا دعاء نوح عليه السلام على قومه بزيادة عمى البصائر وزيادة الضلال بعدما تمادوا في ضلالهم, فاستجاب الله دعاء نوح عليه السلام فأغرقهم في الدنيا ثم مباشرة أحرقهم في الآخرة, فأي نصير وأي ظهير نفع التابع أو المتبوع منهم؟؟
اللهم اغفر لنا وسلمنا وارزقنا حسن الخواتيم ونعوذ بك من خاتمة السوء يا رب العالمين.
قال تعالى:
{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25) } [نوح]
قال ابن كثير في تفسيره:
وقوله : ( { وقد أضلوا كثيرا } ) يعني الأصنام التي اتخذوها أضلوا بها خلقا كثيرا ، فإنه استمرت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في العرب والعجم وسائر صنوف بني آدم . وقد قال الخليل عليه السلام ، في دعائه : ( {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس} ) [ إبراهيم : 35 ، 36 ] .
وقوله : ( {ولا تزد الظالمين إلا ضلالا} ) دعاء منه على قومه لتمردهم وكفرهم وعنادهم ، كما دعا موسى على فرعون ومثله في قوله : ( {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم } ) [ يونس : 88 ] وقد استجاب الله لكل من النبيين في قومه ، وأغرق أمته بتكذيبهم لما جاءهم به .
يقول تعالى : ( {مما خطاياهم} ) وقرئ : ( {خطيئاتهم} ) ) أغرقوا ) أي : من كثرة ذنوبهم وعتوهم وإصرارهم على كفرهم ومخالفتهم رسولهم ( { أغرقوا فأدخلوا نارا } ) أي : نقلوا من تيار البحار إلى حرارة النار ، ( { فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا } ) أي : لم يكن لهم معين ولا مغيث ولا مجير ينقذهم من عذاب الله كقوله : ( {قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} ) [ هود : 43 ] .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن